*بقلم الدكتور ربيع حسن كوكة*
آمنتُ باليُسرِ بعد العُسرِ في ثقةٍ
بمن يحوّلُ أحزاني لأفراحِ
سيفتح اللهُ بابـًا كنتَ تحسبهُ
من شدةِ اليـأسِ لم تَخَلَّق بمفتاحِ
مما لا شك فيه أن الحصار الجائر على وطننا ظلمٌ عظيم تستقبله قلوب المؤمنين من أبناء شعبنا بالصبر والثبات أملاً بالله تبارك وتعالى بأن هذه الشدّة لن تدوم، والألم لن يبقى، إذ ما من عسر إلا ويعقبه يسر، وما من ضائقة إلا ويتبعها الفرج.
وأما القلوب اللاهية فلا تستطيع الصبر ولا انتظار الفرج فتوقع أصحابها في تصرفاتٍ لا تُحمدُ عُقباها، وقد ورد عن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه قوله لمن وقع في ابتلاء: “إن صَبَرْتَ جَرَى عليك القدَرُ وأنت مأجور، وإن جَزِعْتَ جرى عليك القدَرُ وأنت مأزور.” فبالصبر نستقبل القدر ونتهيأ بعد المحنة للمنحة العظيمة.
ولما تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله تعالى في سورة الانشراح: {إن مع العُسرِ يُسرا، إن مع العُسرِ يُسرا} قال صلى الله عليه وسلم: (لن يغلِبَ عُسرٌ يُسرين) رواه الحاكم.
إن للآلام نهاية، وأن لكل داء دواء، وأنّ الضائقة التي تمرُّ لن تستقر؛ بل سيجعل الله بدلاً عنها سعةً وبهجة وسروراً.
إن من إيمان العبد بربه يقينه التام بأن الله سبحانه هو مسبب الأسباب، وأن كل شيء قدّره بحكمته، وأنّه سبحانه لا يريد بعبده إلا خيراً، فعن أبي يحيى صهيب بن سنان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كلّه خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ) رواه مسلم.
ولعلَّ ما يتعرض له شعبنا العظيم من ابتلاء مؤشرٌ على قدوم الخير وحبِّ الله تعالى لهذه البلاد المباركة؛ وقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن عظم الجزاء من عظم البلاء وإن الله عز وجل إذ احب قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط ).رواه الترمذي.
لنكن على يقينٍ بقدوم فرجِ الله تعالى ولننتظره فبانتظاره أجرٌ عظيم وعبادةٌ لربٍّ كريم قال صلى الله عليه وسلم:(سلوا الله من فضله فإن الله يحب أن يسأل من فضله وأفضل العبادة انتظار الفرج) رواه الترمذي .
لننتظر الفرج بإيمان وعمل وحسن ظن بالله بأن في القادم من الأيام خير كثير ورزقٌ وفير.
لننتظر الفرج بقلوبٍ مؤمنة ونفوسٍ مطمئنّة، ولنرجع بكلِّ جوارحنا إلى الله تعالى ولنبتهل إليه فهو الذي بيده ملكوتُ السماوات والأرض وهو القادر على إبدال المحنة البشرية بمنحةٍ إلهية.
لننتظر الفرج لأن انتظارنا عبادة، وصبرنا طاعة، ويقيننا برحمة الله تعالى من أعظم القُربات.
بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام