محمود جنيد
أمانة عليك يامونديال طول، وهاتلي اللعبة من الأول …هو ليس لسان حالنا فقط بل صالحنا الذي ألهانا عن هول الواقع ومقت الظروف والأوضاع المتأزمة..
التنافس المحتدم هناك في قطر، هو منفذ الطاقة الإيجابية ومفرغ الشحنات السلبية، بالتفاعل والمتابعة، بالصراخ والرقص على إيقاع أهداف وانتصارات تتحقق هناك، يقابلها إخفاقات وأهداف تخترقنا من كل حدب وصوب هنا، لحظات الانتظار والترقب لفنّيات لافتة ولقطات وتقليعات مميزة و مفاجآت مدهشة جديدة تحصل هناك تعطي رونقا خاصا للحدث هناك، يقابلها مفاجآت صارخة كل يوم تزيد العصّة وتضيّق الخناق على النفوس المعترة هنا !
أما الدروس بالسياسة والاقتصاد والثقافة، بالرياضة وكرة القدم وتوظيف هذا من أجل ذاك، فقد كانت مجانية مفهومة هناك، ومكلفة ندفع فاتورتها المتضخمة من كيسنا هنا، الجمهور العربي يتوحد بالمؤازرة ويعبر عن نفسه ويذكر العالم بقضيته، المنتخب الياباني الآسيوي ينتصر رغم خروجه من الدور ثمن النهائي على يد الكروات بركلات الحظ الترجيحة غير المنصفة، انتصر بروح الساموراي المحلقة، بالشخصية النافذة، المدرب الذي ينحني اعتذاراً من المناصرين رغم الخسارة و حارس المرمى الذي يعتلي المدرجات ليواسي أحد المشجعين، بالنموذج اللافت للتطور الكروي المضطرد الذي يؤسس لمشروع بطل عالم قادم عاجلاً أم آجلاً، بالسلوك الحضاري للمشجعين الذين سوقوا رسالة أمتهم وثقافتهم الراقية على المدرجات النظيفة من خلفهم و التي ستفتقدهم.!
أمانة عليك مونديال طول، ولتكن كأس الراح الذي ينسينا مر الواقع الرياضي والمعيشي، نريد أن ننهل المزيد من العلوم والدروس التي تعرفنا أين نحن وإلى أين وصل الأخرون، نريد أن نغير ثقافة القداحات ومخلفات القمامة والنعرات الجماهيرية، نريد أن نصوغ أحلامنا بالتأهل إلى مونديال الـ48 منتخبا القادم على رمال الصحراء التي تفجرت منها ينابيع الإبهار وسقت عالم قوس قزح الذي راهن على الفشل رغوة الزبد.
أمانة ..أمانة يامونديال طوّل!!