الملف الاقتصادي … قطاع الدواجن يدخل في نفق مظلم نهايته توقف الإنتاج والعجز عن سد حاجة السوق المحلية ؟؟

الجماهير || أسماء خيرو

يعتبر قطاع الدواجن عمود أساسي من أعمدة الأمن الغذائي في القطر العربي السوري والذي عملت الحكومات المتلاحقة على دعمه وتطويره وإعفائه من جميع الضرائب إلى أن اندلعت الأزمة السورية في عامي 2011/ 2012 وألقت بظلالها على قطاع الدواجن.

وبالرغم من كل الصعوبات والنكسات وطيلة 10 سنوات بقي محافظا على مكانته وكان حاملا غذائيا مهما ساهم في تعويض النقص الشديد في ظل غلاء أسعار اللحوم الحمراء، بهذه الافتتاحية بدأ رامي ناولو رئيس لجنة الدواجن في غرفة زراعة حلب الحديث مع #الجماهير حول أهمية قطاع الدواجن.

ويتابع ناولو بالرغم من الدمـ.ـار والخراب والسرقات التي طالت معظم مزارع الدواجن بمحافظة حلب من قبل العصابات الإرهابية إلا أن العدد التقريبي لمزارع الدواجن بالمحافظة كان قبل عام /2012 / يتراوح ما بين/ 700 و 800 / مدجنة مرخصة عاملة، إضافة إلى ما يقارب /1000/ مدجنة غير مرخصة عاملة بمختلف حجوم الإنتاج وأنواع التربية (أمهات – بياض – فروج ) و مع تحرير الجيش العربي السوري لمعظم مناطق حلب عادت بعض المداجن إلى العمل والإنتاج و بلغ عددها في وقتنا الحالي حوالي /42 /مدجنة مرخصة عاملة و/ 200 /مدجنة غير مرخصة عاملة .

 

* نفق مظلم .

وبنظرة تشاؤمية يكمل ناولو ليصف حال منشآت الدواجن في حلب مبينا بأنه منذ أن بدأت مرحلة الحرب الاقتصادية والحصار الجائر على سورية، ومع بداية عام / 2019 / بدأت أسهم الإنتاج بالتدني نتيجة تذبذب أسعار الصرف العالمية و المحلية و صعوبة تأمين المواد الأساسية للإنتاج من (علف و حوامل طاقة، وأدوية ) وارتفاع أسعارها بشكل كبير نتيجة لصعوبات تأمين القطع و غلاء الشحن الخارجي و المحلي مما أسهم في دخول قطاع الدواجن بما يشبه النفق المظلم والمعروف نهايته بسبب الخسائر الكبيرة التي طالت هذا القطاع ، إذ يسير باتجاه عزوف المربين عن العمل و توقف المداجن عن الإنتاج و بالتالي تعويض النقص في الأسواق المحلية باستيراد البيض و الدجاج المجمد غير المعروف مصدر تربيته و تغذيته و ذبحه و تاريخ تخزينه .

* حلم يؤجله الغلاء .

ومن الجدير ذكره أن منتجات الدواجن بمختلف أسعارها الحالية باتت من الأحلام المؤجلة لدى المستهلك الذي بات يتوق إلى بصيص انخفاض في الأسعار ولكن هيهات ، حيث بلغ سعر كيلو الفروج النيئ في الأسواق المحلية إلى ما يقارب ال /12 ألف /ل.س، كيلو صدر الدجاج مشفى مابين 20 و 22ألف ل.س ، و الجوانح 10 آلاف ل.س. الفخذ مشفى 16 ألف ل.س ، و كيلو القلوبات 15 ألف ل.س، فيما الفروج المشوي والبروستد أسعاره تتراوح بين ال 30 و 40 و 50 ألف ليرة سورية ، و صحن البيض تتراوح أسعاره مابين/ 15و 18/ ألف ل.س.

* ندرة ونار .

وحول مدى توفر المستلزمات الأساسية للإنتاج وأسعارها يضيف ناولو : بأن مادة المازوت نادرة و المخصصات من سادكوب إن تم استلامها فكميتها لا تكفي الأفواج و إن استطاع المربي تأمينها من السوق السوداء بسعر يتراوح بين ال 7 و 8 آلاف ليرة سورية للتر ، ناهيك عن صعوبة إيصالها إلى المداجن في الريف .

فيما مادة فحم الكوك التي تستخدم لتدفئة قطعان الدواجن أيضا نادرة و قد كانت المداجن قبل الأزمة تقوم بتأمينه من “مصفاة حمص ” وبأسعار معقولة و لكن منذ عام 2014/ 2015 / لم يعد هناك ما يسمى فحم الكوك ، ولذلك لجأ المربين إلى استبداله بشراء الأخشاب و البيرين والفحم غير معروف المصدر و الذي يباع بأسعار خيالية .

أما الأعلاف و هي تشكل من/ 80 إلى 90% / من إجمالي كلفة التربية فيعاني القطاع من ندرة و غلاء كبير وغير مسبوق و غير مضبوط الأسعار، فمادة كسبة فول الصويا مفقودة و إن وجدت فيتحكم التجار بأسعارها .

بينما الذرة الصفراء فقد حرصت وزارة الزراعة على جعل محصولها محصول استراتيجي لهذا العام لما له من دور في توفير مادة أساسية ومهمة بتربية الدواجن، ناهيك عن استيرادها يكلف خزينة الدولة الكثير من القطع الأجنبي، وبالفعل نجحت خطة الوزارة و كان محصول ” الذرة الصفراء” لهذا العام خيالي بالنسبة لحجم الإنتاج المرتفع ، ولكن بقيت لدينا مشكلة أساسية بأن هذه الكميات من الذرة الصفراء لا يمكن تخزينها لفترة طويلة نتيجة لعدم وجود مجففات لها و بالتالي يجب أن تستهلك بسرعة و إلا تصاب بالفطور و تتعفن وتصبح مضرة للدواجن و بالتالي سنضطر كمربين للعودة للذرة المستوردة والتي أسعارها المرتفعة نتيجة تحكم المستوردين بالسوق .

* خسائر متتالية .

وحذر ناولو من استمرار الغلاء إذ سيتسبب بارتفاع أسعار منتجات الدواجن ( فروج و بيض مائدة ) و بشكل غير مسبوق لن يتحمله المنتج والمستهلك معا ، مضيفا أن قيمة الصوص بعمر يوم واحد اليوم بحدود /3500 إلى 4000 / ليرة سورية و بإضافة قيمة (العلف و التدفئة و محروقات طاقه و مياه وأدوية و لقاحات و أجور عمال و آجار مزارع التربية و إلخ ..) تصل كلفة الكلغ الواحد من الفروج الحي و بحال نجاح تربية القطيع و خلوه من الأمراض إلى حوالي /11 ألف ليرة سورية / بينما يباع من أرض المدجنة حي إلى مسالخ الفروج بحوالي /9500/ ليرة سورية ، وذلك يعني أن كل / 1 كلغ/ فروج حي يخسر فيه المربي حوالي/ 1500/ ل.س.

وبالطبع هذه الأسعار متغيرة بتغير أسعار السوق و سعر الصرف في الأسواق وبالتالي فإن قطاع الدواجن يعاني من خسائر متتالية و حاليا يعاني من ندرة (صوص الفروج والبياض ) خصوصا بعد اضطرار مربي أمهات البياض لذبح قطعانهم نتيجة هبوط أسعار البيض إلى ما دون سعر التكلفة .

* عفو ضريبي .

و ختم ناولو مشددا على ضرورة عودة قطاع الدواجن إلى دائرة أولويات الاهتمام للحكومة السورية لما للأمن الغذائي من أهمية على المجتمع السوري ، وضرورة تأمين الأعلاف و المحروقات و مستلزمات الإنتاج و بأسعار ثابته و معقولة ومنطقية ، وإعادة شمل منشآت الدواجن بالعفو الضريبي الكامل كونه عمل زراعي استراتيجي شمل لأكثر من ٤٠ عام بالعفو الضريبي، وبالمقابل رفع مستوى دخل الفرد ( أصحاب الدخل المحدود ) بما يتناسب مع الأوضاع المعيشية الحالية لتحريك الأسواق التي تتسم بالشلل نتيجة ضعف القوة الشرائية للمواطن ، مؤكداً على أن قطاع الدواجن يمر في هذه الأيام بأصعب مراحله .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار