فعل الخير
بقلم الدكتور ربيع حسن كوكة
تحلى بفعل الخير تعلو بهمّةٍ
وتنجو من المكروه والضيمُ يُرفَعُ
ولا تمنع الخيرات عن كلِّ نسمةٍ
فمانعها في الذل يحيا ويقبَعُ
خلق الله تعالى الإنسان وجعل تصرفاته دائرةً في محور التكليف، فلا يوجد فعل إلا وهو واقع تحت مسمى الخير أو الشر فإن كان خيراً فيثاب صاحبه؛ وإن كان شراً فيعاقب كاسبه {فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره}[الزلزلة].
ونحن في وطننا المبارك يمرّ الناس بشدةٍ تحتاج من الجميع لبذل الخيرات بكل ما استطاعوا، فعلى المرء أن يسعى دائماً لفعل الخير ينفع به الناس ويدفع عنهم الضرر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل). رواه مسلم.
وبالمقابل فإن مَنْع الخير دناءة وخزي في الدنيا والآخرة، ولقد قال بعض الحكماء : “أعظم المصائب أن تقدر على المعروف ثم لا تصنعه.”
وفي هذا الإطار أذكر قصة حدثت في مجتمعنا عن طبيب قد امتلك مشفى خاص وبدأ يعالج الناس فيه لقاء ما يبذلون من أموال، وفي ذات يوم كان الطبيب جالساً في بيته عندما رنَّ جرس الهاتف، ردَّ الطبيب فإذا المتكلم أحد ممرضي المشفى، أخبره أنه قد وصل إلى المشفى شاب في حالةٍ إسعافية ويحتاج إلى إجراء عملية فوراً غير أنه ليس معه أحد من أسرته ليدفع أجر العملية، أجاب الطبيب: “لا تدخلوه إلى غرفة العمليات حتى يأتي أحد أقاربه لنضمن حقنا”، أغلق السماعة، واحتسى قهوته وانطلق إلى المشفى ليرى في غرفة الإسعاف شاباً يحتضر دمعت عيناه؛ وبدأ بصراخٍ هستيري، حاول أن يُنقذ ذلك الشاب ولكن فات الأوان، لقد كان ذلك الشاب ابنه.
هذه حكاية تُروى لكل من يستطيع فعل الخير فلا يفعله، إن عقوبة منع الخير مريرة جداً.
لنكن ممن يُقدم على فعل الخيرات في كل أوقاتنا بل لنعتاد على فعل الخيرات وذلك عبر تكراره حتى يصبح هذا الفعل جزء من حياتنا؛ عندها لن يمكننا الإحجام عنه، وحتى إن حاولنا فسوف نشعر بالضيق والقلق وتأنيب الضمير، وإن نحن استطعنا أن نوطِّن أنفسنا على فعل الخير فسنجني ثماره العظيمة،
لذلك أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (افعلوا الخير دهركم، وتعرضوا لنفحات رحمة الله، فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده، وسلوا الله أن يستر عوراتكم وأن يؤمن روعاتكم) رواه الطبراني.
بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام