محمود جنيد
تترقب الجماهير المغربية والعربية والإفريقية بشوق وحماس منقطع النظير، لقاء المنتخب المغربي مع نظيره الكرواتي في نهائي مونديال قطر على وجه الاستثناء؛! هو كذلك بالنسبة لنا ..نحاكي فيه حلم النهائي الرسمي الذي كان أسود الأطلس يستحقون أن يكونوا أحد طرفيه، وغدا إن شاء الله سيواصل رفاق الزياش “فخر العرب” كتابة التاريخ الذي خلدهم بين درفتي قصة كأس العالم.
وشاءت الأقدار أن تسير كرة الرحلة مع المنتخب المغربي إلى نصف نهائي مونديال قطر، وتركت الملعب لكرة الحلم التي رفضت أن تهز الشباك الفرنسية وتأخذنا مع أسود الأطلس إلى آخر المشوار قبل أن تنقلب بفعل سحر الإنجاز الإعجازي إلى حقيقة تشرق من المغرب!
ما نريد قوله بعيدا عن العاطفة المحضة، أن المنتخب المغربي ومن خلال الدروس التي قدمها في مونديال قطر، أكد بأن لا ثوابت أو مستحيل في كرة القدم التي تعطي من يعطيها بالعمل المنظم والتخطيط السليم الذي تبرمجه عقلية احترافية منفتحة على علوم وتطورات اللعبة، وعناصر وأدوات نجاحها الإدارية والفنية والفكرية؛ عقلية تعرف كيف تستثمر المواهب وترفع القواعد، بالأندية والأكاديميات الحقيقية، في حين تضيع مواهبنا في مدارس الأندية غير الممتلكة للكوادر المؤهلة من المناحي كافة، والتي تضطر لسحب اللاعبين خلفها إلى الأكاديميات التجارية الناشئة، لتؤمن رواتبها، وهذا أبسط مثال، بينما يعلن حكم دولي اعتزاله على سبيل الاعتذار بسبب خطأ بقرار ركلة جزاء في ظل غياب تجهيزات وأدوات وتقنيات التحكيم ومنها تقنية الفار التي غزت منظومة التحكيم في دوريات العالم عن مسابقاتنا المترهلة التي تقع تحت مظلة احتراف ساذج لا تجد الأندية المفلسة سبيلا للصرف عليه، ينتج دوري سقيم يقام على ملاعب ليس لها من الصلاحية شيء .
وبعد.. وعود على بدء نقول: بأن رحلة الحلم مع المنتخب المغربي، شرفتنا، أمتعتنا، ألهمتنا، رفعت سقف الممكن لطموحاتنا المحطمة على سندان الواقع المحاصر بالظروف والتخلف، جعل الجميع في العالم ومنهم رئيس فرنسا، يقفون احتراما ويضربون تعظيم سلام للمنتخب المغربي العربي الأفريقي ..الذي شرفنا.
والدور والباقي على كرتنا سورية فاقدة الشيء؛ كل شيء التي مازالت تبحث عن رأس مال المال التطور بين حطام وركام السنين!