بقلم: الشيخ الدكتور ربيع حسن كوكة
عن وصف حلب تعجزُ الكلماتُ
وبحسنها تتحاورُ النغماتُ
حلبٌ وأيُّ مدينةٍ كحبيبتي
في عشقها أنفاسنا صلواتُ
حتى وإن عاثوا فساداً في الرُّبى
حلبٌ لسابع أرضنا مرساةُ
عشرة آلاف عامٍ أو يزيد وهي شامخة تحتضنُ الإنسانية وتصدّر الحضارة للدنيا، العظيمةُ حلب.
حلب الشهباء الأبيّة العصيّة على الأعداء. مرّ عليها الـمُعتدون: المغول والتتار وحملات الفرنجة وعاثوا فيها فساداً، ولكنها في كل مرّة تصبرُ وتنتصر وتنفض إرهابهم وظلمهم وغدرهم وتقوم كالعنقاء تنبعث من غبار ماضيها. كطائر الفينيق تُحلقُ في سماء المجد.
وها هي من جديد تُكابدُ الويلات وتصبرُ على الحصار وتدحر العدو وتمنح الدنيا بسمةً متألّقة وقد مضى ستة أعوام على تطهيرها من رجس الإرهاب والتكفير.
تأتيها عناية الله تعالى لتُنهضها، فتنبعثُ من جديد وهي تتلو قول جبار السماوات والأرض: { وأرادوا به كيداً فجعلناهم الأخسرين} /سورة الأنبياء. الآية 70/
حلب … بل وكل سورية التي انتصرت بشعبها الوفي العظيم وبجيشها الباسل وقيادتها الحكيمة، رسمت بذلك النصر حدود العالم.
ولدت فيها العروبة الشامخة من جديد؛ بعد أن لطخها واغتالها أمراء الخيانة والعار.
صاغت للكرامة الإنسانية دستورها الأعظم والأروع بمداد دماء الشهداء.
علّمت الدنيا أن الدين حبّ لا إرهاب، رحمة وتسامح لا تطرف وسفك للدماء.
حلب وقد وافقت ذكرى انتصارها أعياد الميلاد المجيد؛ ترتّل مآذنها وكنائسها معاني الإنسانية والعيش المشترك.
تُعيدُ لصورة الإسلام الرائعة بريقها الحقيقي، فأظهرت الدين كما أنزله الله تعالى لا كما أراده العدو وأدواته المأجورة التي تسترت بستار الدين ولكنها أبعد ما يكون عنه.
حلب انتصرت وتنتصرُ وستنتصر بإذن الله.
لقد كان انتصار حلب انتصاراً على مستوى الكون. قلبَ الموازين وصحح المفاهيم واوضح معادلة الوجود. إنه جولة الحق بعد ما عانت حلب جولاتٌ مقيتةٌ للباطل وأهله.
حلب الـمُنتصرة منذ أعوام تُرسلُ للوطن، كل الوطن، بشائر النصر المؤزّر، وبإذن الله تعالى ثم بسواعد الأبطال والمـ.ـقاومين سيتطهّر كل شبر من أرض سورية على امتداد جغرافيتها.
أُباركُ لمدينتي العظيمة حلب الشهباء نصرها الـمُستمر وأبارك لكلِّ الشرفاء.
وأسأل الله تعالى أن يكون العام القادم عام البناء والمجد لكلّ سوريتنا الغالية.
كل عامٍ وأنتم بألف ألف خير.
بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام