بقلم: الدكتور ربيع حسن كوكة
لا تقطعن عادة الإحسان عن أحدٍ
ما دمتَ تقدر فالأيام تاراتُ
وأذكر فضيلة صنع الله إذ جعلت
إليك لا لك عند الناسِ حاجاتُ
تتكاثر حاجة الغرقى في بحار الحصار والحاجة إلى يدٍ للعون تمدُّ لتنتشلهم لترفع عنهم ما حلّ بهم من كروب؛ وضيق وبرد وفاقة.
إننا في حلب الشهباء أمام حالة إنسانية تقتضي من الجميع التكاتف والتعاون للوصول بها إلى بر الأمان.
ما أشبه الحاجة بالجلّاد الذي يقضُّ بسوطه مضاجع المحتاجين في أرجاء وطننا. وما أشبه الذين يمدون يد العون بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم استقبلوا مهاجريهم فقراءً محتاجين فآووهم ومسحوا عنهم لأواء الفاقة وحموهم من سياط الحاجة.
لنفعل كما فعل أولئك الرجال الذين رسموا لنا لوحةً رائعةً من التعاون والتكافل الإنساني.
كيف لا وقد أمرنا ربنا سبحانه بحسن التعاون فيما بيننا فقال سبحانه: { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } [سورة المائدة:2 ]
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه ) رواه مسلم.
فيا أبناء وطني تعالوا لنتعاون على البر والتقوى وليقدم كل منّا ما بوسعه ليمسح دمعةً أو يبلسم جرحاً أو يجبر كسراً.
لنكن جميعاً يداً واحدةً ممدودةً لعون إخوتنا، ولنبتهل لربنا سبحانه أن يخرجنا من هذه الحصار الجائر والمحنة المقيتة إلى منحة ربانية من لدنه تُضَمّد الجروح وتعمّر البيوت وتمسح عن بلادنا الكرب والآلام.
بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام