بقلم: الدكتور ربيع حسن كوكة
بَيِّض صحيفتك السوداء في رجبِ
بصالح العمل المنجي من اللهبِ
طوبى لعبد زكا فيهِ لهُ عملٌ
فكفَّ فيه عن الفحشاءِ والريبِ
ها هو شهر رجب المُعظّم يُقبل علينا حاملاً لأيامنا مفاتيح الفضل والفضيلة
لقد اهتم الرعيل الأول من علماء الأمة بهذا الشهر العظيم فصنّفوا له العديد من المؤلفات من ذلك ما ألفه الحافظ ابن حجر العسقلاني رسالة بعنوان: تبيِين العجب بما ورد في فضل رجب، جمع فيها جمهرة الأحاديث الواردة في فضائل شهر رجب وصِيامه والصلاة فيه.
وذكر له ثمانيةَ عَشَرَ اسمًا، من أشهرها ” الأصمّ” لعدم سَماع قَعقعةِ السلاح فيه؛ لأنه من الأشهر الحرم التي حُرِّم فيها القتال، و“الأصبّ” لانصباب الرّحمة فيه، و“منصل الأسِنّة”
يقول أبو بكر الورَّاق البَلْخيُّ رحمه الله تعالى: شهرُ رجبٍ شهرُ الزرعِ، وشهرُ شعبانَ شهرُ السَّقي للزَّرعِ، وشهرُ رَمضانَ شهرُ حصادِ الزَّرعِ.
إنه شهرٌ يفتحُ للخير أبواباً لارتقاء الإنسان، ويمنح مَكٔرُمَةٌ من جنابِ الرحمن.
هو أول أشهر الله الحُرُم التي تملأُ الدًنيا بركةً ورحمةً من الله تعالى على خلقه قالَ بعضهم: السَّنةُ مثلُ الشَّجرةِ؛ وشهرُ رجبٍ أيَّامُ تَوْريقِها، وشعبانُ أيَّام تَفريعِها، ورمضانُ أيَّامُ قَطْفِها، والمؤمنون قِطافُها.
وشهر رجب شهر الانتصارات يذكرنا بمجد كان لأمتنا ففيه كانت غزوة تبوك، وفيه أيضا كان تخليص المسجد الأقصى من أيدي الصليبين على يد صلاح الدين وفيه كان الإسراء والمعراج، فجدير بنا أن نتذكر هذه الأحداث ونأخذ منها عبرة وذكرى
وجديرٌ بمن ملأ صحيفتَه بالذُّنوبِ أن يُبيِّضَها بالتَّوبةِ في هذا الشهر العظيم.
انتهازُ الفرصةِ بالعمل في هذا الشهرِ غنيمةٌ، واغتنامُ أوقاتهِ بالطاعاتِ له فضيلةٌ عظيمةٌ.
إنه شهر فيضٌ من العطاء لا يُحد، ودعاءٌ عند الله لا يُرد.
إنه شهر جبر الخواطر، والبعد عن المخاطر.
أحرى بكل إنسان مؤمن أن يجتهد في هذا الشهر المبارك بأنواع القربات والطاعات لله تعالى لينال بركات هذا الشهر ولندعو الله أن يرفع عن الأمة ما حل بها من كروب، وليغير حالنا بأحسن حال.
بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام