قصة قصيرة .. « السعادة الحقيقية »

للطفلة دعاء ماردنلي .. مبدعة من منتدى أصدقاء مديرية الثقافة في حلب .
تقول القصة :
كان المكان في قرية صغيرة بأرض زيكولا وفي ذاك الزمان على قمة ذاك الجبل الشاهق، توجد وردة حمراء تختلف عن باقي الورود، إنها وردة حياة، لونها أحمر جميل و رؤيتها تجذب الناظرين، ليس من السهل الحصول عليها، لأن الجبل عالٍ جداً ومحاط بكثير من الأشواك السامة، كما أنها لا ترى في الظلام، لا تظهر إلا في النهار، كان الجميع يتمنون الحصول عليها لكن حاولوا و لم يستطيعوا، ومن يحاول ولا يستطيع الحصول عليها يتحول إلى حجر، ولكثرة محاولاتهم قل عدد سكان القرية ،(بسبب تلك الوردة الثمينة التي لا مثيل لها في الحياة).
لم يستطع أحد الحصول عليها، ثم أتى شخص إلى القرية يتنبأ بالزمان وقال لهم :
إن من سيحصل على الوردة، أمير غريب عن البلاد، شديد سواد الشعر شديد بياض الوجه يرتدي معطفاً أحمر اللون، سيأتيها مسافراً من مكان بعيد وسوف يستقر عندكم.
مرت السنون حتى أتى الملك أوردوار الحزين إلى القرية مع زوجته جولييت وابنه إدوار فكانت صفاته كما وصف الغريب
( شديد سواد الشعر شديد بياض الوجه يرتدي معطفاً أحمر براقاً)
جاء مع والده الملك إدوارد الحزين( بسبب حب ابنه وحصوله على كل شي ثمين) .
سمع الأمير إدوار عن وردة الحياة، وكان مستعدا لفعل كل شيء للحصول عليها، أراد الذهاب إلى الجبل الشاهق فمنعه والده الملك لأنه مكان خطر ومن الصعب الحصول على تلك الوردة العجيبة،
فأقام الملك إعلانا أن من يعطيه وردة الحياة سوف يعطيه نصف ماله وملكه، وذاع هذا الخبر في جميع أنحاء القرية.
سمعت الخبر الساحرة ناردين الجميلة التي كانت صاحبة عينين خضراوين وهي من سكان القرية،
ذهبت إلى الملك وخاطبته بصوتها الرقيق الناعم الصافي قائلة:
أنا لا أستطيع إعطاءك الوردة لأنه لايمكن الحصول عليها ، ولكن عليك بنفسك وإرادتك أن تحصل عليها ، سوف أعطيك وردة لها ثلاثة أوراق وقالت له : معك ثلاثة أيام وكل يوم ستسقط ورقة، إن غرزت بيدك شوكة فلن يحصل لك شي خلال هذا المدة، وعند حصولك على الوردة سيتحول جميع أهلك إلى حجارة ، وإن مضت هذه المدة ولم تحصل عليها فستتحول أيضاً إلى حجارة لأن هناك الكثير قد تحول إلى حجارة، وهم في جبل العجائب، هذا ما أستطيع أن أخبرك به، وأعطت الأمير الوردة.
فقال الأمير :سأبذل قصارى جهدي، وفرح الأمير لأنه سيحصل على وردة الحياة.
بدأ اليوم الأول فقال مازال هناك يومان ثم بدأ اليوم الثاني وسقطت الورقة الأولى ثم الثانية فقرر الذهاب إلى الجبل لكنه خاف من الأشواك وقال في نفسه بقي يوم واحد وبقيت ورقة واحدة وفي اليوم الثالث بدأ مهرولاّ إلى الجبل وبدأ يصعد والأشواك تقتحم جسده لكنه لم يؤثر فيه و على الفور وصل إلى وردة الحياة، وعند حصوله عليها تحولت جميع عائلته إلى حجارة
كان الأمير أنانيا ولايهتم لحياة أحد، وبعد حصوله على الوردة فرح ولم يهتم لأنه بقي وحيدا ولأنه حصل على كل مايريد.
مرت الأيام وخلت القرية من السكان، وتغير الزمان وبقي الأمير إدوار
وحيداً مع وردة الحياة ولم يشعر بالحياة بدون عائلة و قرية بلا سكان.
ندم الأمير ونظر إلى الوردة بتألم وبدأ بالبكاء والدمع يسقط من عينيه فسقطت إحدى دمعاته على أوراق الوردة فظهرت أميرة جميلة، فتوقف الأمير من الدهشة عن البكاء وقال من أنتِ؟؟ أجيبيني في الحال؟
أجابت أنا الأميرة نارين، أميرة بلاد العجائب.
إدوار : حقا أنتِ أميرة العجائب وهل تعرفين جبل العجائب؟
نارين :نعم، إنه وطني
إدوار : أرجوكِ ساعديني، اشتقت لعائلتي هل هناك طريقة لاسترجاع عائلتي فلقد تحولوا جميعهم إلى حجارة وهم في جبل العجائب
نارين :نعم، سوف أساعدك لأنك نادم ، اذهب الى جبل العجائب ستجد هناك كل من تحول إلى حجارة وعند صعودك أعلى الجبل ستجد نافورة ماء فضية عليك رش الماء على الحجارة ليعودا بشرا كما كانوا،
(النافورة) تحرسها أفعى كانت عيناها مفتوحتين حتى وهي نائمة، عليك برشها بالماء الذهبية كي تتجمد ولا تتحرك ومن ثم تحصل على الماء من الفضية وتنقذ من تريد ،
فذهب الأمير وفعل كما قالت له وردة الحياة وأعاد عائلته وأنقذ كل سكان القرية وعادت الحياة للمكان كما كان ، وأدرك الأمير أن العائلة هي السعادة الحقيقية.
 ⬇️⬇️⬇️
بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام ??
قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار