المحامي مصطفى خواتمي
قضية مجهولي النسب تعتبر قضية رأي عام وتتشابك فيها المسائل الشرعية واﻹجتماعية والقانونية وتحتاج لحوار مجتمعي وإمكانيات مادية سواء كانت: فردية أو أهلية منظمة قانوناً عن طريق الجمعيات الخيرية، إضافة إلى الدولة ممثلة بوزارة الشؤون اﻹجتماعية والعمل ومنظمات دولية تهتم برعاية الطفولة واﻷمومة.
وإذا أردنا اسقاط الموضوع على محافظة حلب فالمقصود هو: الجمعية الخيرية اﻹسلامية (دار اﻷيتام) المؤسسة عام 1922 وقبلها الجمعية الخيرية العمومية اﻷرمنية المؤسسة عام 1909 وقبلها جمعية القديس منصور الخيرية المؤسسة عام 1892وسيقع عليهم عبء كبير في المستقبل بينما جمعية الفتاة اليتيمة فهي تهتم بالفتيات اليتيمات.
أما اﻷطفال المجهولي النسب لجهة اﻷب أو اﻷم أو اﻷثنين معاً فهناك جمعية كفالة الطفولة وجمعية رعاية الطفولة واﻷمومة، وهناك المنظمة الدولية التي تهتم باللقطاء وتحمل اسم s.o.s ولها فروع في المحافظات السورية كافة.
وبعد الحرب الظالمة على سورية أصبح تعداد اﻷيتام ومجهولي النسب كبير جداً ووفقاً لنص المادة/3/ من الدستور السوري الحالي فالشريعة اﻹسلامية هي مصدر رئيسي للتشريع والحديث النبوي واضح: ( أنا وكافل اليتيم كهاتين -وأشار إلى أصبعي السبابة والوسطى ثم فرج بينهما- في الجنة ).
وبتاريخ 2023/1/14 صدر المرسوم التشريعي رقم /2/والمتعلق بتنظيم شؤون مجهولي النسب ، وعهد للأسرة البديلة وهما الزوجان أو المرأة التي ﻻ زوج لها بهذه الرعاية.
واعتبرت المنظمات غير الحكومية وهي الجمعيات والمؤسسات الخاصة المشهرة وفق قانون الجمعيات والمؤسسات الخاصة رقم 93 لعام 1958 وتعديلاته مهمة رعاية اﻷطفال مجهولي النسب وتمتعه بحقوقه كافة.
كما احدث المرسوم التشريعي هيئة ناظمة لشؤون اﻷطفال مجهولي النسب وهي هيئة عامة ذات طابع إداري تسمى ( بيوت لحن الحياة) تتمتع بالشخصية اﻹعتبارية واﻻستقلال اﻹداري والمالي وترتبط بوزير الشؤون اﻹجتماعية والعمل ومقرها ريف دمشق.
وتتولى (بيوت لحن الحياة ) تطبيق أهداف هذا المرسوم التشريعي وإنشاء قاعدة بيانات وطنية موحدة وشاملة وتعزيز التعاون مع الجهات العامة واﻷهلية والخاصة بغية تقديم افضل خدمات الرعاية الصحية واﻹجتماعية والنفسية والتعليمية والتربوية للأطفال مجهولي النسب وغيرها.
.
بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام