*بقلم: الدكتور ربيع حسن كوكة
إن سـارَ في الأرض زلزالٌ يُخوّفنـــا
وصيّرَ القــلـب في رُعْبٍ وفي وَجَلِ
لكنْ وحقّك ما اهــتـزّتْ ســــرائرنا
ولا تَزَلْزَلَ حُــســــنُ الظنِّ يا أمـــلي
تعلـــو إليك هتــافاتٌ فتــســـــعِفُنا
من فيضِ لطفِكَ فضلاً منكَ بالعَجَلِ
لعل الأحداث التي تمر بالإنسان من أعظم ما يمكن أن ترسخ فيه الوعي وتزيد فيه الخبرة في هذه الحياة.
الوعي الذي يكون صحيح المعيار من خلال توجيهه في مسارات الإيمان بخالق الكون
يخبرنا الله سبحانه بوضوح في القرآن الكريم أن هذه الحياة امتحان وابتلاء حيث يقول سبحانه: (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً) الأنبياء: 35، أي نختبركم أيها الناس بالشرّ وهو الشدة نبتليكم بها، وبالخير وهو الرخاء والسعة والعافية فنفتنكم به. فيمتاز أصحاب الصبر في الأزمات وأصحاب الشكر في الرخاء من الأوقات.
فهذه الدنيا دار اختبار لا دار قرار، وهذه الأقدار ما هي إلا مِنح تقرّبنا من الله الواحد القهار، وهذا هو عين اليقين والإيمان، وها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الصّحيحين: (الشهداء خمسة: المطعون والمبطون، والغريق، وصاحب الهَدْمِ، والشهيد في سبيل الله).
وأمام هذا الزلزال المدمّر الذي ضرب وطننا العظيم الصابر نقف بكلّ جلال، لنقول: إنّا لله وإنّا إليه راجعون، ولنترحم على الشهداء الذين ارتقت أرواحهم من بين الركام والانقاض لتذهب إلى ملكوت الله سبحانه، لتقف بين يديه وترفع مظلمتها إليه، تشكو من ظلم الجائر من الحصار، وتئنُّ من الألم القاسي من الدمار، وتتلو بين يديه أسماء التجار والفجار الذين استغلوا الكارثة لتُكتبَ أسماءهم في قوائم العار.
نقف بكلّ احترام لندعو للمصابين بالشفاء العاجل، وللخارجين من بيوتهم بالعودة الآمنة، ندعو للأرامل واليتامى أن يهبهم الله السلوان، ولكل مكروب بزوال كربه وألمه.
نقف بكلّ محبة لنشكر أولئك الذين مدوا يد العون للمتضررين.
بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام