الجماهير || عتاب ضويحي
تصدعت القلوب قبل الأرض وانهارت الذكريات والأحلام وتهاوت قبل الحجارة، شقاء العمر وتعب السنين ورأسمال الحياة، يتهاوى بهزة كشفت المستور الموجع، ماالذي زرعناه ياترى لنحصد هذا الألم أم أنه اليسر بعد موجات العسر التي عصفت بنا؟
لم يجد العم أبو محمد كلمات تصف حسرته وقهره على فقدانه منزله بين عشية وضحاها، حتى أسرع من رفة العين، غلبته دموعه وسبقت لسانه واكتفى بالقول حسبي الله ونعم الوكيل.
بينما وقف أبو يوسف يتأمل أثر بيته مسترجعاً ذكريات تكسرت مع أحجار منزله، لكن مايجبر الخاطر حسب قوله أنه وعائلته بخير وهذا يكفيه وكل شي يتعوض.
لم تستطع أم وحيد مسك دموعها من الأنهمار كالسيل ، تفرك يداً بيد، يملأ قلبها الخوف من مصير مجهول، فمن الصعب أن تبقى أسيرة التشرد، فالبيت سترها وغطاها ولن تكون عالة على أحد.
الشاب محمود الذي جمع الليرة فوق الليرة، ليرى حلم حياته يتحقق بامتلاك منزل يكمل مشوار حياته داخل جدرانه وتحت سقفه يحلم ويخطط لإيام يرى فيها الراحة لأولاده، لكن كل شي ذهب أدراج الرياح وتبددت الأحلام.
الكثير والكثير تتلاقى حكاياتهم مع ذات الوجع والقهر، تختلف التفاصيل وتتوحد الأحاسيس، وتهرب الكلمات خجلاً من حزن لايمكن أن تختزله أحرف.