الجماهير – بيانكا ماضية
رغم حجم الألم والحزن في نفوس السوريين، إلا أن ما لمسه العالم كله أن حجم الإنسانية لا يمكن أن يقدر بثمن، فالتعاون والتعاضد حتى في أبسط الأمور شهدناها من خلال كارثة الزلزال، عسكري يقدم كيس رز لسيارات المساعدات، وكان هذا ما يملكه، طفل يقدم أغلى ما لديه من ألعابه، طفل آخر يأبى أن يأخذ سندويشة من المساعدات لعلمه أن هناك من هو أحوج منه، مواطن مقيم في السويد يتبرع ببيتين له لأجل إيواء من تضرر بيته، والأمثلة كثيرة حتما وهي مما لم يحك عنه بعد، هذا عدا عن الجهود التطوعية التي مازالت على مدار الساعات تقدم خدماتها للمتضررين، هذا الشعب العظيم أثبت أنه بوعيه وإنسانيته ونبل أخلاقه يتحدى أكبر الكوارث، أثبت أنه إنسان جبار قادر على أن يتخطى أزماته بكل الوسائل، بالحمية والإيثار وتقديم الجهود والمساعدات، إن حرباً مدتها اثنا عشر عاماً لم تؤثر في أغلى مايملكه المرء وهو الضمير.
فطوبى للسوريين الذين ينهضون من تحت الركام، وطوبى لكل يد امتدت لنجدته.