الجماهير – رفعت الشبلي
تتفاقم احداث الكارثة التي حلت بحلب وشردت مئات الآلاف ويتمت المئات ودمرت الآلاف الابنية التي كانت تقدم الستر لأناس كان همهم البحث عن المعيشة بعيدين كل البعد عن كل مايشغل الطامعين بكل شي بالحياة .
الجماهير التقت بأسرة ام ايمن بحديقة باب الله المطلة على حي الشيخ خضر المنكوب اسرة مؤلفة من اثنا عشر شخصا تقاذفتهم امواج النكبة ليرسو بالحديقة المذكورة بانتظار من يقدم لهم الامل قبل الطعام ، ذلك الامل الذي جعلها تشعل النيران تقارع صقيع الشتاء هي و ابنائها نازحة من حي الشيخ خضر المتصدع اثر الزلزال المدمر بلا اي مقوم من مقومات الحياة .
كان اول سؤال لام ايمن عن الشائعات التي ارهقت كاهل كبار السن هربا و خوفا من كارثة انسانية – زلزال مدمر بحسب الشائعات – هل هناك زلزال اخر يا بني ؟ .. ليكون الجواب الحمد لله على السلامة.
ام ايمن تلك المرأة الستينية تسكن هي والكثير من العائلات بحديقة باب الله فراشهم الارض وغطائهم نجوم السماء ، حيث لا مأوى و لافراش و لا ماء و لا دفىء ، لا خيم تحميهم من غضب الصقيع فقط بانتظار ممن تحركت فيهم دماء الانسانية بعيدا عن الانسانية العالمية المزعومة ليبلسم لهم الجراح بكلمات المواساة وليبادلوه الشكر على الانسانية .
ام زين حملت طفليها بعد ان فقدت زوجها تحت الركام بعد ان نسجت لهم الحياة خطوط ذهبية بالخلاص من هذه الكارثة ، الا ان الحالة الاجتماعية التي تقع على عاتقها لا تقل شأنا عما فقدت من شريك الحياة وهي تنتظر ممن يقدم لهم لقيمات تسد الرمق .
وليس حال ام يوسف تمام العمر احسن حالا فهي التي فقدت ابنها و المقعدة على كرسي متحرك بانتظار من يبلسم الجراح ويساعدها على إيجاد مأوى و تأمين الحاجيات اليومية .
صور بسيطة يجب ان نقف عندها برسم المعنيين لتظل الانسانية كل لا يتجزأ .