محمود جنيد
قلوب منفطرة تدق بإيقاع مضطرب في محاولات انعاشية لضخ دماء الحياة بالعروق الناشفة جراء هلع المصاب الكارثي، تزيح ” قلب الحب” الهائم و “دباديبه” الحمراء، عن عرش مناسبة يوم الرابع من شباط الدخيلة على مجتمعنا تحت مسمى عيد الحب “الفالنتاين” !!
كان زلزالاً مدمرا في ليلة ظلماء سرق فيها شبح الذعر ضياء البدر .. وما زالت أطيافه تحتل واجهات الذاكرة المشوشة التي تحاول مسح شريط الرعب من تاريخها؛ تحِّور مظاهر المناسبة الشباطية في المخيلة الحزينة، لتعلن محال الهدايا الحداد، فتعرض واجهاتها “البراويز” المعصوبة بالشرائط السوداء لصور من قضوا تحت الزلزال، ورفوفها الضماد لمن أصيب، الغطاء لمن نزح من منزل منهار وٱخر متصدع ..علب الحليب للأطفال، الخبز للجياع .. بينما تستبدل سلال الباعة الجوالين ورودها الحمراء الفاقعة، بأغصان غار وورود بيضاء دامعة!
حتى أشكال التعبير عن الحب في هذا اليوم تتبدل متضامنة مع الواقعة، الفاتورة التي كانت تصرف على الهدايا الحمراء بين العشاق، تتحول لشراء ما يعين المنكوبين على بلوى الفاجعة.. عبارات الغزل تأخذ صيغة الدعم النفسي والكلمة الطيبة النافعة؛ التي تبلسم الجراح وتشكر كل من أغاث.. العناق الحار لمواساة كل متضرر ومكلوم.. القبلة الكبيرة تطبع على رأس كل من مد يد العون للوطن من أشقاء وأصدقاء.
بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام