الجماهير- بيانكا ماضيّة
الحياة التي كانت عنوان المشهد، حلّ الموت مكانها..
حركة وقابلها سكون، وبينهما راحت الروح تهيم..
بعض الأمور تخالها كالحلم..كالوهم.. لقد عاشت هذه المرأة كل تفاصيلها بكل جوارحها وفجأة انتهى كل شيء، انتهى ولم ينته.
إنها عادت لتكرار كل الكلام وكل المواقف وكأنها تعيد الأمر من بدايته، انتهاء الأمر يعني توقفاً يعني سكوناً، والسكون بين الأحياء موت، لذلك عادت للتذكّر، للعيش ضمن الحركة غير المنتهية في حالة الحياة، إنها حالة رفض لهذا الموت (السكون) بأن راحت تتغلغل في كل التفاصيل التي حصلت، والتي لم تحصل، لتتخيلها وكأنها واقع.. حياة متخيّلة مقابل موت تحتّم، ولذلك لاشيء ينتهي..
عادت هذه المرأة للتفاصيل التي انتهت، تمرّدت على الموت الذي أصاب هذه التفاصيل..
إنها تقوم ببعث الحياة في جسد زوجها الفاني.. إنها لطالما كانت قصة انتظار، انتظار لعودة حلم غادر لن يعود بالتأكيد.. لكنها تلملم ماتناثر منه في وجدانها..على وسادتها.. إنها حالة بعث..
هاهي تقيمه من بين الأموات، تبث فيه الروح، فيعود، فينطق، فيضحك، فيسري عن حزنها، ويهدئ من لوعتها بالقول: لاتحزني، أنا معك..
إنها لاتبثّ فيه روحاً واحدة، بل روحان: روحه التي سكنتها، وروحها التي تعلّقت بروحه، إنها لم تقمه وحده من بين الأموات…
إنّي أحسست بهما…
لقد قاما معاً.
بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام