✍?| محمود جنيد
هزة ارتدادية ثانية تعرض لها منتخبنا الوطني للشباب بكرة القدم في بطولة آسيا، شعر بها سكان سورية المنكوبة كرويا.
الضربة هذه المرة تلقيناها من المنتخب الأندونيسي الذي واسينا أنفسنا بعد الهزيمة أمام المضيف المنتخب الأوزباكستاني، بقدرتنا على التعويض من خلاله والحفاظ على أمل التأهل للدور الثاني، لكنها كانت مرة أخرى ” فوتة بالحيط”، والمنتخب الأندونيسي قالها لنا نتيجة بأن نلملم شتات كرتنا الممزقة ونلعب بعيدا في شرنقة الوديات والحواري والأزقة خارج الاستحقاقات الرسمية كبطولة آسيا.
ماذا نعيد وبماذا نزيد عما قلناه بعد الخسارة الأولى؟ منتخب غائب ذهنيا، مشتت نفسيا، لا فعل ولاردة فعل، لا حلول تكتيكية أو فردية، لا روح ولاعزيمة، وكأنه تسليم بالقضاء والقدر ..إن كرتنا ميتـ.ـة سريريا ولا فائدة ترجى منها، لأن حدودنا الكروية الضيقة، مستباحة من الجميع، الذي يعمل ويتطور بينما نقف عاجزين أمام واقعنا المزري!
هذا المنتخب المتخم بالمواهب، والذي مرت عليه لحظات تفاؤل عقدت فيها الٱمال، قبل أن يضربنا بزلزال الخيبة، تأمنت له كما قلنا سابقا، ظروف النجاح من بابها لمحرابها من دعم و فترة استعداد طويلة الأمد، تخللتها معسكرات داخلية وخارجية مستمرة، ومباريات ودية محلية و دولية بقيادة طاقم أجنبي، وتعزيزات للاعبين من الخارج. البطولة المحلية تعطلت من أجل المنتخب، و فرق الأندية على مستوى الشباب والرجال، افتقدت للاعبين الملتزمين معه، وفي النهاية يسقط في الامتحان!
وين الغلط؟ سؤال عقيم مكرر، بنيتنا التحتية الكروية وقواعدها المهزوزة في الأندية، ملاعبنا السيئة، مسابقاتنا المحلية الخلبية غير القادرة على إنتاج منتخب محترم، إدارتنا الجاهلة، عقليتنا الصدئة ..فسادنا الرياضي، نوايانا العاطلة، وعدم محبتنا لبعضنا ولرياضتنا وكرتنا؟
هناك مبرر آخر: كارثة الزلزال وتداعياته أثرت على نفسيات اللاعبين! ممكن، وقد لا يخلو الأمر ولو بنسبة ما من ذلك، لكنها شماعة أخرى نعلق عليها فشلنا وتخبطنا..وكفى هدرا للأموال العامة بلا طائل، وقوموا بتحويلها لإغاثة المتضررين والمنكوبين من الزلزال، وتأمين مساكن بديلة لهم.
قد يعجبك ايضا