المحامي مصطفى خواتمي
استفاد تجار الأبنية المخالفة بحلب على وجه الخصوص بتأخر صدور المخططات التنظيمية والتفصيلية التنفيذية وسبقوا مجلس المدينة في عملية البناء والسكن وأصبح أمراً واقعاً ﻻ مهرب منه ولكن يجب معالجته، وخاصة في مناطق المخالفات الجماعية والعشوائية التي تبنى في الكروم والبساتين واﻷراضي الزراعية غير المفرزة، أو البناء عدة طوابق فوق اﻷبنية المرخصة سواء عن طريق شراء السطوح إذا كان ملكية خاصة او بيع تاجر البناء النظامي السطوح ذات الملكية المشتركة بشكل شفهي وتسليمه الفعلي للسطح بعد انتهاء مدة الترخيص وحضور فرقة المساحة أو فرزه لدى السجل العقاري أو المؤقت واعتماد ذلك الفرز بشكل نهائي من المالية وتقدير قيمته المالية التقديرية أو التخمينية.
وبذلك يبقى البناء المخالف في السجل المؤقت حتى تحسم المخالفة وﻻ يرحل للسجل العقاري وغالباً ماتكون المخالفة غير قابلة للحسم بل يجب الهدم فيبقى الحال على ماهو عليه إلى ماشاء الله.
وقد طالبنا منذ أكثر من عقدين في مجلس المحافظة بمعاقبة مالك البناء وهو صاحب الترخيص مع شريكه ومن سهل له وقبض منه في مديرية الخدمات التابعة لمجلس المدينة.
وبحسب القانون يجب ترحيل السجلات المؤقتة خلال خمسة سنوات وحسم المخالفات على نفقة تاجر البناء اﻷصلي أو هدمها، وتوجيه المديريات الخدمية بتنظيم ضبوط وإحالتها إلى المحاكم المختصة وفعلاً تم إحالة مئات الضبوط إلى محكمة صلح الجزاء بحلب ، وكانت العقوبة هي الغرامة والحبس من شهر إلى ثلاثة أشهر وتبين أن بعض العقارات مرخصة باسم زوجات تجار البناء واوﻻده بهدف التهرب من الضريبة المالية التصاعدية وغيرها.
وعادة يكون لتاجر العقارات عدة شركاء من الباطن واهمهم مهندس مديرية الخدمات فالكل بحسب رأيهم يفهم بالمواصفات وتسليح اﻷسقف وهو يبحث عن اﻷرخص ﻷن هدفه تحقيق الربح دون النظر ﻹعتبارات أخرى.
والمطلوب في العمل هو السرعة في البناء فالمهلة هي شهر وفق صفقة مشبوهة مضمخة بدماء اﻷبرياء ، وتحت الحاجة والبؤس يسكن البعض وينفذون أوامر تاجر المخالفات بوضع غسيل على الحبال حتى ﻻ يستطيع مراقب البناء الدخول إﻻبعد الحصول على إذن النيابة العامة بالدخول إلى مكان مأهول بالسكن ، وقد يستغرق ذلك بعض الوقت.
وفي الختام ، هل سنستفيد من الدروس القاسية التي عشناها وتغلظ العقوبة القانونية على الجاني بالسجن والغرامة ومن يتواطأ معه وهل سيغير التجار واﻷفراد نهجهم في عملية اﻹعمار وإعادة اﻹعمار واﻹسكان .
بإمكانكم متابعة آخر الأخبار والتطورات على قناتنا في تلغرام