بقلم عبد الكريم عبيد
قلنا في مواقف سابقة إن هناك توافقاً على التسويات في المنطقة يلوح في الأفق وذلك بعد أن اقتنع الجميع من العرب و دول الجوار الإقليمي أن ما يحدث في سورية والوطن العربي والدول الإقليمية ليس في صالح شعوبها على الإطلاق .
هو فقط يصب في مصلحة الأعداء الذين باتوا يحركون سير الأحداث كما تحرك البيادق على رقعة الشطرنج .
انطلاقاً من هذا الفهم وحتى يعود التوازن إلى العلاقات الدولية ،بدأ قطار التسويات والتقارب بين دول المنطقة من جهة و سورية والدول العربية من جهة أخرى .
سورية من جهتها وكما تؤكد دائماً هي مع العرب وأي مصاب تتعرض له الأمة العربية تتألم له دمشق لأنه يُعَمق جراح الأمة ويسهم في تفتيت وحدة الصف .
اليوم الكل أثبت من خلال عودته إلى سورية صوابية الموقف السوري وسداده بعد أن وصلوا إلى قناعة أن أي قرار يؤخذ عبر الجامعة العربية أو أي قرار يؤخذ خارج نطاقها لا يساوي الحبر الذي كتب فيه دون سورية .
سورية صمدت والشعب رغم جراحه ومعاناته وآلامه تَحّمل وصبر وصمد لتبدأ الإشراقة الجديدة بعمل عربي تكون سورية فاعلة ومؤثرة فيه .
الرئيس الأسد ومن خلال لقاءاته مع الزعماء العرب والأجانب والحلفاء ومن خلال أحاديثه الإعلامية يؤكد أن سورية لم تقطع علاقاتها العربية انطلاقاً من إيمانها بوحدة المصير رغم كل ما أصابها من العرب خلال العقد الماضي …. من يستطيع أن ينكر الموقف السوري من لبنان منذ أيام الاجتياح الصهيوني في عام 1982عندما اجتاحوا بيروت وأرادوا أن يحولوا لبنان إلى كتلة من النار …..
كان الجيش العربي السوري حيث أطفأ نار الفتنة ووقف في وجه المجازر في حق الفلسطينيين في المخيمات ……ومن يستطيع أن ينكر الموقف العروبي للقائد الخالد في موقفه ورفضه لحرب الخليج الأولى والثانية لأنها تخدم المصالح الأمريكية الغربية …؟
من احتضن القضية الفلسطينية ودافع عنها واحتضن قياداتها أليس سورية ؟؟…..
من قال فلسطين أولاً والجولان ثانياً …..
هي سلسلة مواقف متأصلة في الوجدان السوري ….
هذا الوجدان الذي كان ولازال يتألم لواقع الأمة العربية رغم جراحه منها …؟
اليوم الانفتاح على سورية موقف طبيعي يأتي من شعب عربي آمن بالمواقف السورية ليترجم قادة هذه الدول مواقف شعوبهم إلى إجراءات عملية بالعودة والانفتاح على سورية التي ظلت تقاوم العاصفة كشجرة سامقة شامخة متشبثة بأرضها وخياراتها .
إنها العودة العربية إلى سورية والتي أثبتت صوابية الموقف السوري من كل ما يجري من أحداث في المنطقة … والقادم أفضل إن شاء الله .