التوجه شرقاً ..التقارب الصيني الروسي

عبد الكريم عبيد

المشهد البانورامي العام على مستوى المنطقة والعالم يؤشر إلى تفاهمات وتوافقات في الرؤى والمواقف حيال القضايا الدولية الاستراتيجية في الوطن العربي والعالم وكذلك دول الإقليم .

وبالتالي يشير إلى إنهاء القطبية الأحادية في العالم وتجاوز مسألة الشرطي العالمي الذي تؤديه  أمريكا في العالم وذلك بأن” تحشر أنفها” وتتدخل في مجمل الأحداث لا بل وتفعلها وتزيد نارها وتستثمرها  لصالح الولايات المتحدة الأمريكية التي أطلقت وزيرة خارجيتها آنذاك كونداليزارايس الحرب الاستباقية وعلى أثرها كانت حرب الخليج الأولى والثانية والمجازر ضد الفلسطينيين وفي افريقيا وانشاء تنظيم داعش والقاعدة والمجاميع الإرهابية التي فتكت في المقدرات السورية ونهبتها من النفط إلى القمح ولاتزال ….إلى سفك دماء الشعب السوري بتشجيع وتمويل مباشر من امريكا والغرب الذي دعم الإرهاب بكل أصنافه وأشكاله ….إلى محاولات تفجير الوضع الداخلي في أكثر من دولة في الوطن العربي مثل لبنان  والجزائر بالإضافة إلى افتعال  أزمات في دول الإقليم مثل أحداث ايران الأخيرة التي ثبت أن الاستخبارات  الأمريكية والغربية شكلت ودعمت خلايا إرهابية لزعزعة الاستقرار الداخلي في ايران ومثلها الكثير الكثير.

إذاً الحرب الاستباقية واكذوبة محاربة الإرهاب ،استراتيجية قائمة  بحد ذاتها تتحكم بها أمريكا  من خلال القطبية الأحادية الدولية بزعامتها لا بل جعلت من نفسها الشرطي العالمي الوحيد واللاعب على الساحة الدولية إلا أن هذه المعادلة لم تعد مجدية الآن وأن كانت سابقاً في ظروف ساعدت على تواجدها ولا يتسع المقام هنا لذكرها …..

أما الآن المزاج العام العالمي باستثناء أوروبا التي تعتبر الحديقة الخلفية لأمريكا لم يعد يستسغ هذا النهج حتى من حلفاء امريكا نفسها …..

هذا الأمر تجلى في التقارب والتفاهم الإيراني السعودي برعاية صينية فاعلة حيث جرت المفاوضات في جو سري استطاعت من خلاله الصين أن تحمل الطرفين السعودي والإيراني على تجاوز خلافاتهما المستعصية  والتي كانت تؤجج بتحريض غربي امريكي .

ايضاً التقارب المتسارع بين الصين  وروسيا ووقوفهما سوياً في مواجهة القطبية الأحادية الأمريكية التي كانت على الدوام تؤجج نار الفتنة في أوكرانيا لتهديد الأمن القومي الروسي واشغال روسيا عن مشروعها الذي يهدف لكسر الأحادية القطبية  بالتنسيق مع الصين .

ايضاَ كوبا وفنزويلا وغير ها الكثير من دول امريكا اللاتينية بدأت تنحو باتجاه الشرق لأحداث توازن دولي يتجاوز الشرطي العالمي الأوحد

إنها ولادة عالم متعدد الأقطاب بدأت خطواته العملية تترجم على أرض الواقع والأحداث القادمة تؤكد ذلك.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار