الجماهير || عتاب ضويحي
، يراها البعض بدعة وآخرون لايعرفونها، لكن في المقابل هناك من يعتبرها عادة موروثة محببة، لأنها دليل الفأل الحسن ومليئة بالتفاؤل وأن تكون أيام الشهر الفضيل وأيام السنة جميعها بيضاء وخيرة، إذ تستقبل بعض الأسر الحلبية شهر رمضان المبارك بإعداد طبخات باللون الأبيض، يكون اللبن المكون الأساس لها، وتعد الكبة اللبنية على رأس القائمة يتبعها الششبرك والكوسا باللبن “شيخ المحشي” الشاكرية “الأرمان باللبن “. وتختلف طرق التصنيع والتشكيل والتقديم وكل يضيف ويزيد حسب ما يحب ويشتهي، لكن يبقى الاعتقاد السائد بأنها استفتاحية خير والتمني بأن تكون الأيام القادمة بيضاء كبياض اللبن.
لكن شبح الأسعار يهدد هذه العادات ويحاصرها، فالغلاء طال كل مكونات طبخات الأبيض وغير الأبيض بدء من البصل انتهاء باللحمة ناهيك عن أسعار البرغل والخضار واللبن، ومع ذلك يتحايل البعض على الظروف الراهنة ويصر على “تبييض يومه” ويجاري عادته المتوارثة خوفاً عليها من النسيان والأهم الحفاظ على أملهم بأن تحمل أيامنا القادمة الخير والسلام والاستقرار.