✍?| محمود جنيد
على غرار صائم أفطر برشفة ماء بارد بعد ظمأ، احتفى الجمهور السوري بفوز منتخبنا الوطني الودي على نظيره التايلاندي، كسر معه وفي أول ظهور مع المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر سلسلة الهزائم الطويلة بقيادة المدرب الوطني حسام السيد.
الفوز المعنوي لمنتخبنا الكروي الأول، لا يعني بأن كوبر جاءنا بعصا سحرية ضرب بها ضربته ليخرج كرتنا من الظلمات إلى النور مصلحاً ما أفسده الدهر، لاسيما وأن الشوط الأول الذي استفاد منه “عكيد” منتخبنا السومة من عطية حارس الفريق المنافس، لخص حاضر منتخبنا وعقده لجهة المشاكل الدفاعية، و التحركات المنضبطة بالكرة و دونها لتسهيل الخروج بها بسلاسة، وبناء اللعب بنسق تصاعدي منظم وصولا إلى الثلث الاخير وإنتاج الحلول والفعالية للتسجيل، قبل أن تتراءى لنا من خلال التبديلات التي حركت المياه الراكدة، بصيص المستقبل على مستوى العناصر الحلاق صاحب هدف الحسم بعد جزاء الخريبين المترجمة، والرمضان والريحانية …..
الفوز مهم في هذا التوقيت ولعله يكون فاتحة خير مع كوبر والذين معه على المدى المرحلي المنظور، لكنه لن يحولنا إلى اشبه بمسحري هذا الزمان الذين يضربون على طبلتهم لإيقاظ من هم صاحون أساسا ولديهم جميع وسائل التنبيه لتوقظهم لتناول وجبة السحور، فكرتنا تحتاج “فت خبز” كثير، ولإصلاحات بنيوية بالتزامن مع العمل المرحلي تحضيرا للاستحقاقات القريبة والبداية ونكرر الأسطوانة من نفض الغبار عن العقلية التي عفا عليها الزمن، بالإدارة العلمية والتخطيط الذي تقوده كفاءات مستنيرة بعيدا عن النزاعات والمصالح الشخصية، من الأندية وقواعدها، من المسابقات المحلية لمختلف الفئات العمرية التي تقام على ملاعب صالحة، وتنتج دوريات قوية ولاعبين مؤهلين للاحتراف الخارجي الذي يشكل ذهنية وسلوكية ومستوى فنيا يمكن البناء عليه، في مشوار الألف ميل نحو مستقبل أفضل.