- المحامي سمير نجيب
منذ تبلور المشروع الصهيوني بمؤتمر بال بسويسرا عام 1897 كانت القدس مركز الاهتمام الأول للحركة الصهيونية لمكانتها التاريخية والدينية ولتأكيد مزاعمها الخرافية لجهة وجود هيكل سليمان بالقدس وتحديدا بالمسجد الأقصى كمحاولة لجذب يهود العالم إلى فلسطين فالقدس كانت وما زالت مركز الصراع العربي الصهيوني لأنها هي الرافعة للامة فالدفاع عنها يعني الدفاع عن فلسطين والنضال لتحريرها من دنس الصهاينة يرفع من شأن الأمة والتخلي عنها والمساومة عليها يخفض من شأن الأمة وهذا ما أدركه كل من يدافع عن القدس بمقدساتها الدينية الاسلامية منها والمسيحية وما شاهدناه منذ احتلالها وما نشهده اليوم من تضحيات الشعب الفلسطيني في سبيل الدفاع عن الأقصى والقدس إلا تجسيداً لهذه الرؤية الصائبة شعب يؤمن بأن الدفاع عن فلسطين وبالقلب منها القدس هو واجب وطني وقومي وديني وإنساني فالدفاع عن القدس يعني الدفاع عن مستقبل الأمة ..
وما نشهده اليوم من محاولات المستوطنين مدعومين من قوات الاحتلال لإقامة شعائرهم الخرافية المزيفة “ذبح القرابين ” لتدنيس المسجد الأقصى يأتي في سياق محاولة السيطرة على الأقصى أو كحد ادنى فرض رغبتهم بتقسيمه زمانيا ومكانيا كما حصل في مسجد الحرم الابراهيمي بمحافظة الخليل بالضفة الغربية وما يحصل اليوم من اعتداءات وحشية طالت جموع المصلين والمعتكفين من نساء وشيوخ جاء بتشجيع ودعم من حكومة نتنياهو التي تواجه مأزقا حقيقيا لإسقاطها من خلال الاحتجاجات والمظاهرات الكبيرة المستمرة منذ اشهر لذلك صعد نتنياهو اعتداءاته المتكررة على مناطق في سوريا ويشجع اعتداءات المستوطنين على الأقصى كمحاولة للخروج من أزمته الا ان ذلك لن يسعف حكومته المتأرجحة فالصراع مستمر ولن يتوقف بين الشعب الفلسطيني ومعه محور المقاومة وبين الكيان المصطنع فالدفاع عن القدس والاشتباك مع الاحتلال يوحد الشعب ومعركة وحدة الساحات ما زالت حاضرة وستبقى مستمرة مع أحرار الأمة حتى هزيمة هذا الكيان وتحرير كل فلسطين ..
بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام