الجماهير || محمد الأحمد
أحيا الأرمن في حلب الذكرى الثامنة بعد المائة للإبادة الجماعية التي ارتكبها العثمانيون بحق الشعب الأرمني خلال القرن الماضي والتي ذهب ضحيتها أكثر من مليون ونصف المليون شخص.
وقد أقيم في هذه المناسبة قداس إلهي في كنيسة بيت إيل تحدث خلاله رؤساء الطوائف الأرمنية في عظاتهم عن الجـ.ـريمة الإنسانية التي نفذها المـ.ـجرم العثماني بحق الشعب الأرمني وما ارتكبه من إبادة جماعية وتهجير الشعب الأرمني، مشيرين إلى أن الشعب الأرمني سيواصل كفاحه ونضاله مهما طالت السنين من أجل استعادة حقوقهم المادية والمعنوية.
وبين المطران ماكار أشكاريان رئيس طائفة الأرمن الأرثوذكس في حلب أن إحياء هذه المناسبة يذكرنا بجميع الشهداء وليس فقط شهداء الأرمن الذين استشهدوا في 24 نيسان عام 1915 بل أيضا يذكرنا بشهداء سورية بكل فخر واعتزاز لما قدموه من بطولات وتضحيات دفاعاً عن الوطن ضد الإرهاب خلال السنوات الماضية، ولفت شاهان إلى أن ذكرى شهداء الأرمن مناسبة مؤلمة، لكنها تمنحنا الثقة و الأمل والقوة الروحية والإنسانية بمستقبل أفضل وتكسبنا العزيمة والإصرار لنكون يداً واحدة صامدين في وجه الغزاة والإرهابيين وفي وجه كل قوى الشر في العالم ، مؤكداً أن سورية ستبقى عصية منيعة وعزيزة كريمة شامخة.
وأكد المطران بطرس مراياتي رئيس طائفة الأرمن الكاثوليك بحلب أن إحياء هذه المناسبة هو بمثابة رسالة للعالم أجمع مفادها أننا لن ننسى هذه الجريمة الوحشية التي أقدم عليها العثمانيون بحق شعبنا الأرمني ولنؤكد أيضاً أن سورية ستبقى واحدة موحدة عصية على كل الأعداء وأنها ستبقى الحضن الدافئ والأرض الطيبة المعطاءة و المباركة التي احتضنت أجدادنا الهاربين من القتل على يد العثمانيين.
من جانبه أشار القس هاروتيون سليميان رئيس طائفة الأرمن البروتستانت في سورية إلى أن الجريمة التي ارتكبها العثمانيون بحق الشعب الأرمني هي الأبشع والأخطر في تاريخ البشرية، ووصمة عار على جبين الإنسانية، إذ هدفت لإبادة أمة بكاملها ومحو تراثها وحضارتها وجاءت نتيجة النزعة الطورانية وسعيها لإقامة إمبراطورية تركية من الأناضول إلى أقاصي آسيا شرقاً، فقرروا محو أمة من الخريطة وإزالة شعبها من الوجود في إحدى أخطر الجرائم ضد الإنسانية، مؤكداً أن مرور كل تلك السنوات لا يعفي تركيا كوريثة للسلطنة العثمانية من مسؤولياتها التاريخية وتبعاتها الأخلاقية والمادية، والشعب الأرمني في كل بقاع العالم سيواصل كفاحه ونضاله حتى استعادة حقوقه كاملة من المجرم العثماني.
وأشار عدد من أبناء الشعب الأرمني إلى أن التاريخ لن ينسى بشاعة ما ارتكبه العثمانيون بحق شعبهم الأرمني من جرائم وقتل وإبادة جماعية وأن القضية لا بد لها أن تنتصر مهما حاول الأتراك اليوم من طمس الحقائق وعدم الاعتراف بالإبادة ، مؤكدين أن هذه المناسبة ستبقى حاضرة في قلوب ووجدان الشعب الأرمني وفِي قلوب كل الشعوب الحرة والأبنية في العالم .
وأوضح البعض الآخر أن إحياء هذه الذكرى إنما هو تأكيد على أن الشعب الأرمني لن يتنازل عن قضيته وسيدافع عن حقوق آبائه وأجداده ضد المجرم والقاتل العثماني ، موضحين أن تركيا اليوم ومن خلال إجرامها المتكرر واعتداءاتها على الداخل السوري واحتلالها لمناطق في سورية إنما تعيد للأذهان جرائم أجدادهم القتـ.ـلة العثمانيين، ولكن مشروع امبراطوريتهم المشؤومة سيفشل وسيتحطم بفضل صمود الشعب السوري بكل أطيافه ضد هذا المـ.ـجرم الغازي وسيرتد إلى أعقابه عاجلاً أم آجلاً وستبقى سورية واحدة موحدة وشوكة في حلوق وعيون كل أعدائها .
وأكدوا أن الشعب الأرمني سيواصل نضاله من أجل الحصول على حقوقه السياسية والمعنوية والمادية ، مشيرين إلى أن هناك العديد من الملفات والنشاطات التي يتم إعدادها من قبل الجاليات الأرمنية في العالم لمطالبة تركيا بتعويضات كل ما خسره الأرمن خلال فترة الحرب العالمية الأولى أو الإبادة الجماعية التي تعرضوا لها، داعين الأمم المتحدة والعالم والمنظمات الدولية الإنسانية إلى ممارسة الضغوط على تركيا للاعتراف بما ارتكبوه من جرائم إبادة جماعية بحق آبائهم وأجدادهم . مشيرين إلى أن ما حدث للأرمن خلال الحرب العالمية الأولى وفِي عام 1915 كان عملية قتل متعمدة و ممنهجة هدفت ، إلى التطهير العرقي والتخلص من العنصر غير التركي داخل الأناضول، موضحين أن الأرمن لهم حقوق مسلوبة منذ قرن من الزمن، بما فيها الأقارب والممتلكات، وهي مطالب منوط بتركيا بتنفيذها للتصالح مع الشعب الأرمني.
هذا وقد انطلق مساء اليوم من أمام الثانوية السورية الخاصة في حي الميدان مسيرة لشباب وشابات الأرمن يحملون الشموع والشعلات المضيئة واللافتات والاعلام السورية والارمنية وصولاً إلى المقابر الأرمنية وذلك بمشاركة رؤساء الطوائف الأرمنية و مستشار السفير الأرمني في دمشق والفعاليات والجمعيات والنوادي الثقافية والرياضية الأرمنية
ت. هايك و جورج اورفليان
بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام