في يوم كلمة الحق.

بيانكا ماضيّة
لطالما كانت معركتنا ضد العدو هي معركة إعلامية بالدرجة الأولى، ولذلك من اختار ضفة الوطن مضى حاملاً سـ.ـلاحه مذ بداية الحـ.ـرب على سورية، سلاح الكلمة الأمضى والأكثر تأثيراً  في نفس جميع القوى التي حاربتنا لإطفاء نور الحق الذي حمل مشاعله الجيش العربي السوري وأصحاب الكلمة والحرف، وكل من حارب بفكره الأفكار الظلامية وحامليها، على اختلاف فصائلهم، والتي أرادت لسورية الحضارة والتاريخ العريق مصيراً أسود. وأما من اختار ضفة العدو، فلم تكن أفكاره وحروفه إلا مشبعة بالروائح النتنة للمستنقع الفكري الذي غاص فيه حتى آذانه.
تعود بي الذاكرة اليوم إلى المواقف التي تباينت حين تم إطلاق أول رصاصة في فضاء سورية، فمن الإعلاميين والصحفيين من تصدّى بكل جرأة وبسالة للتضليل الإعلامي الذي مارسته القنوات العميلة، فعمل على إظهار الحقيقة غير هيّاب من سلاح يشهر في وجهه؛ لأن الصحفي والإعلامي الحقيقي هو الذي أقسم على حماية الوطن وصونه بالكلمة الحرة… ولذلك كان التصويب على الإعلاميين والصحفيين الذين دافعوا عن وطنهم بكل شراسة ضد المشروع الصـ.ـهيوأمريكي الذي أراد لهذه البلاد خـ.ـراباً وقـ.ـتلاً ودمـ.ـاراً..
واليوم وإذ نحتفي باليوم العالمي للصحافة والإعلام، لابد من التذكير بشهداء الإعلام السوري الذين قدموا أرواحهم فدى لهذه الأرض في حربها الشرسة ضد كل من حمل السلاح عمالة وأداة، هؤلاء الذين كانت كلماتهم وحروفهم خناجر في قلب العدو وعملائه، وكم لاقوا من حرب استهدفتهم بالأسماء، وما ذاك إلا لأن كلماتهم كانت تظهر الحقيقة الجليّة على أرض الواقع والتي أرادوا تغييبها بكل وسائلهم القذرة، سواء على قنواتهم الإعلامية أو على وسائل السوشيال ميديا، التي لم تكن لتؤسَّس إلا لنشر الفوضى المرافقة لمشروعهم الفوضى الخلاقة. إلا أن الكلمة التي كانت نيرانها الأكثر إضراماً من نيرانهم، ولحنها الأمتع من صوت رصاصهم، ومداها الأكثر بعداً من صواريخهم، كان صداها ترتج له أفئدتهم وتصيبهم في الصميم.
فطوبى لحملة لواء الكلمة الحق ولأصحاب المواقف الثابتة من إعلاميين وصحفيين، الذين لم يؤثر في مداد قلمهم أي ترهيب أو إرهـ.ـاب، لأن كلمة الحق صوتها عال لاتضاهيه أصوات الرصاص، والرحمة لأرواح شهداء الإعلام السوري الذين كانوا نبراساً على طريق التحرير والنصر.
و للإعلاميين والصحفيين السوريين كل التحيات المحملة بعبق الياسمين الدمشقي الذي كانت رائحته الأزكى من كل الروائح.
  ⬇️⬇️⬇️
بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام ??
قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار