| محمود جنيد
ذات بطولة كان لنا كرامة لامس لقب “الشامبيونز ليغ” الآسيوي، وفرقت على هدف تلقته شباك النسور الزرقاء في إياب النهائي في حمص العدية ليحتل فريقنا السوري حينها مع مدربه الوطني محمد قويض مركز وصيف بطل دوري أبطال آسيا لكرة القدم ٢٠٠٦، ويصف الاتحاد الآسيوي تلك التجربة العظيمة على موقعه الرسمي بـ ” فخر سورية”.
وراحت تلك الأيام وجاء الأمس القريب الذي صفقنا فيه لبحارة تشرين وهم يودعون الدور الثاني المؤهل لدوري المجموعات من البطولة العربية للأندية، وذلك على يد الشباب السعودي، بعد أن تجاوزت مراكبهم عقبة المريخ السوداني في الدور الأول، وفي ذلك دليل على أن كرتنا سارت “فشكلة” للوراء عكس حركة تيار العابرين نحو التطور والارتقاء.
المقاربة التي سقناها سالفاً تعبر عن واقع عام لكرتنا السورية، ولا تقلل ابداً من الحضور الطيب لممثل كرتنا تشرين في التصفيات المؤهلة لنهائيات البطولة العربية للأندية، إذ تفوق البحارة على أنفسهم وظروفهم ومخروا عباب المنافسة بمركب متواضع الإمكانات تسيّره روح التحدي، وهو ما عزز ثقتنا ورفع سقف توقعاتنا وطموحنا كجمهور سوري، قبل أن نصطدم مرة أخرى بالواقع الذي فرض كلمته، ونكتفي نحن بالـ” هردلك” لمحاولة فريق شجاع توقفت عند حدودنا، ونبقى غير قادرين على تكريس الاستدامة لأي مشروع كروي، إنجازا أو تطويرا.
نعم هناك ظروف خارج عن إرادتنا حكمتنا وأسهمت بتقهقرنا، لكن وبالمقابل كنا قبلها أعلنا إفلاسنا الكروي، نظرا لعدم امتلاكنا لرأس المال الذي يحرك وينعش استثماراتنا بالتأسيس والتخطيط والتطوير، وكل ما كان بين أيدينا محض فقاعات إدارية، تقترف الوعود والعهود والتسويف من قبل القيادات المتعاقبة التي حكمت كرتنا تحت قبة الفيحاء، دون شيء ملموس على أرض الواقع المتصحرة، وواقع مسابقاتنا ومنتخباتنا وأنديتنا واحترافنا وبنيتنا التحتية العامة المنشآتية والرياضية لجانب كرة القدم هنا على وجه التحديد خير دليل.
شكوى تتبعها شكوى فشكوى تغوص في شكوى بلا طائل، لنجد كرتنا تغرق في رمال متحركة بانتظار طوق من حلول للنجاة، وفي ذلك الجانب لدينا عنوان عريض هنا” مشروع بناء وتطوير كرة القدم السورية” الذي أطلقه اتحاد كرة القدم متبنياً دعم المواهب لأعمار تحت ١٤ وتحت ١٦ سنة”، وبظاهره بارقة أمل نبحث عنها “بالسراج والفتيلة” لعهد جديد نضع فيه قدما على بداية طريق نسير فيه بخطوات صحيحة بعيدا عن الفوضى والعشوائية، بانتظار الجوهر وكيف وإلى أين ستسير الأمور، في حين سنكون على موعد جديد مع إشراقة مرحلية لمنتخبنا الأول مع الأرجنتيني “كوبر”، في بطولة آسيا المقبلة، نتجاوز فيه حدودنا التي رسمها تخلفنا الكروي، وننتظر يوماً تنبت فيه ثمار مشروعنا الجديد.