بقلم : عبد الكريم عبيد
أجواء دافئة وإيجابية تكتنف القمة العربية في مدينة جدة السعودية إذ أن الاحتفاء عربي يدعمه توافق إقليمي ودولي مباركين هذه الأجواء وهذا الانفتاح على سورية التي هي مؤسس للجامعة العربية وعضو اصيل وفاعل في قضايا العرب، حيث أنه ومنذ عام /2012/ عندما اتخذ قرار بتجميد عضوية سورية في الجامعة العربية أضاع العرب وجامعتهم البوصلة وغرقت الدول العربية والإقليمية في مستنقع من الحروب والفتن وعدم الاستقرار وفتح الباب واسعاً أمام التدخلات الأجنبية من الدول الإقليمية ودول الناتو،، ذلك أن عامل التوازن والفاعلية انعدم على صعيد دول الوطن العربي ذلك لأن الصوت السوري الذي كان يقف في كل المحافل العربية والدولية رافضاً التآمر على الأمة ومدافعاً عنها حتى لو وصل الأمر إلى بذل الدماء كما حدث في عام /1982/ عندما اجتاح العدو الصهيوني الضاحية الجنوبية بدعم من دول الناتو وعلى رأسها أمريكا حيث كان الجيش العربي السوري وأصر على كلمة عربي لأنه حقيقةً جيش العروبة وصوتها في كل ميادين الحرب والسلم وكذلك موقفه المشرف من غزو، الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين للكويت والرسالة الشهيرة التي وجهها القائد الخالد رحمه الله إليه بأن يعدل عن خطته في غزو الكويت والجيش العربي السوري جاهز للوقوف إلى جانب الجيش العراقي لمجابهة قوات التحالف بزعامة أمريكا دفاعاً عن وحدة العراق واستقلاله .
منذ عام /2006/ وعندما تحقق الانتصار التاريخي للمقاومة في جنوب لبنان على العدو الصهيوني بدأت المكائد والدسائس ضد سورية من عرب واعاجم واختلقوا أكذوبة “الربيع العربي ” لذر الرماد في العيون لتدمير الدولة السورية ومؤسساتها فحدث ما حدث وكذلك ليبيا التي تحولت إلى قبائل وطوائف وكذلك العراق الذي وضع دستوره الحاكم العسكري الأمريكي آنذاك “بريمر” وتوالت الأحداث ليتآمروا على لبنان وتونس ومصر وفلسطين والكثير الكثير
ذلك أن الساحة خالية من الفرسان والفراغ الذي تركته سورية في قلب الجامعة وعلى ساحة العمل العربي المشترك لم تستطع أي دولة عربية أن تملأه .
اليوم يبدو أن العرب ادركوا خطأ قرارهم الذي اتخذ بضغط من حمد بن جاسم الذي ترأس اللجنة الوزارية العربية لتنفيذ مخططات ضد سورية وكان أولها تجميد عضويتها في جامعة الدول العربية ، وتوالت الأحداث والمصائب على الأمتين العربية والإسلامية ولا تزال .
ويبدو أن المثل القائل العدول عن الخطأ فضيلة انطبق تماماً على العرب في ظرفهم الراهن ،حيث اتخذت المملكة العربية السعودية قرارها الشجاع والحكيم لممارسة دورها الفاعل لعودة سورية إلى شغل مقعدها في جامعة الدول العربية بعد أن مهدت الطريق لذلك وعبدته ، جمهورية الجزائر التي تنبض حبا وودا للسوريين ولسورية لتتكلل هذه العودة الميمونة لسورية بترحيب حار ومطلق من الأشقاء العرب الذين صفقوا وبحرارة لعودة سورية وحضور السيد الرئيس بشار الأسد أعمال القمة ليؤكد المؤكد أن سورية وفي عز أزمتها لم تتخلى عن العرب والعروبة ولم تتنصل من دورها التاريخي الملقى على عاتقها .
أن القاعدة السورية السعودية المصرية هي قاعدة ذهبية في العمل العربي المشترك وثبت جدواها في معالجة الكثير من القضايا والمشاكل العربية العالقة …. وإلا ما سر هذه المشاكل والتحديات التي اعترت الأمة منذ عام /2012/ حتى الآن ….
أن فقدان التوازن في العمل العربي المشترك وقاعدته الثلاثية الذهبية التي ترتكز دعامته الأساسية في سورية الأسيوية وكذلك مصر أم الدنيا التي ترتكز من الجهة الأفريقية للوطن العربي والسعودية التي تمسك زمام المبادرة لدى دول الخليج العربي لتكتمل أضلع المثلث الذهبي الذي يقود الوطن العربي إلى حيث الأمن والاستقرار.
إنها سورية التي لم تخطئ الطريق يوماً وبوصلتها موجهة إلى مصالح العرب والعمل العربي المشترك الذي تأتي على رأسها الأولوية فلسطين .