الجماهير || أسماء خيرو
انطلق صباح اليوم برعاية من وزارة الثقافة السورية وبالتعاون مع مديريتي التراث اللامادي والثقافة في حلب، مهرجان قطاف الوردة الشامية في قرية النيرب في حلب، والذي يستمر حتى آخر الشهر الجاري.
ووصف حمدو النبهان مختار قرية النيرب المهرجان بالعرس الاجتماعي مبينا الأهمية الاقتصادية لزراعة الوردة الشامية وتمسّك الفلاح بها بعد أن تم إدراجها ضمن قائمة التراث اللامادي الإنساني لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو، موجهاً الشكر لوزارة الثقافة والجهات المعنية التي تعمل على دعم زراعة الوردة الشامية .
وأكد محمود شرفو أنهم كفلاحين لن يتخلوا عن زراعة الوردة الشامية بالرغم من تقلص مساحاتها المزروعة نتيجة صعوبات تواجه زراعتها منوها بأن المرأة السورية هي من حافظت على هذا التراث وساهمت في استمرار دورة حياته حتى وقتنا الحال .
وبين شرفو بأن مهرجان الوردة الشامية طقس اجتماعي سنوي وموسم حافل بالحكايات والأهازيج والأعراس آملا من الجهات المعنية تقديم المزيد من الدعم واستقطاب إنتاج الوردة الشامية.
وأوضح قاسم شروط مدير المركز الثقافي في قرية النيرب بأن المهرجان تظاهرة ثقافية تراثية يحتفى بها سنويا في عموم الأرجاء السورية برعاية من وزارة الثقافة السورية لتسليط الضوء على الأهمية الاقتصادية والجمالية للوردة الشامية وإعطائها ماتستحق من تقدير .
وأضاف شروط بأن قرية النيرب تتفرد بزراعة الوردة الشامية منذ عقود طويلة، ونتيجة الحرب والزحف العمراني تضاءلت نسبة المساحات المزروعة إلى 30% بإنتاج جيد عن السنوات السابقة يقارب ال50 % .
ورغم أن محصول الوردة الشامية وفق حديث معظم المزارعين والعاملين كان جيداً مقارنة بالسنوات السابقة، إلا أن جل اهتمامهم أثناء عملية القطاف في حقول الورد انصب على ذكر الصعوبات التي تعرقل عملهم وتقلل من إنتاج محصول الوردة الشامية، فضلا عن الحديث عن فوائدها التي تنوعت مابين غذائية وجمالية وطبية.
الفلاح أبو علي شرفو الذي ورث العمل في مزارع الورد عن والده وأجداده، أشار إلى أهمية زراعة هذه الوردة وضرورة تربية الأجيال للحفاظ على هذا التراث الاقتصادي الذي يعاني من صعوبات كثيرة، أهمها صعوبة الري وغلاء ثمن الأسمدة ونقص اليد العاملة.
وقالت العاملة ذكية الأسد التي كانت تقطف الورد وتضعه في السلال بأنها تعمل في قطاف الورد الجوري النيربي منذ عشر سنوات منوهة بفوائدها الغذائية التي تدأب سنويا على تحضيرها بدءا من صناعة مربى الورد وشرابه وصولا إلى تجفيفه لصنع مشروب الزهورات .
وبين المزارع أحمد الحمدو الذي يملك 4 دونمات ورد بأنه تربى وكبر في مزارع الورد التي ورثها منذ عشر سنوات عن والده، وهي تحتاج لعناية سقاية دائمة، وحاليا يواجه صعوبات بسبب نقص في تأمين المازوت لأجل الري وغلاء الأسمدة.
وبين الحمدو بأن زراعة الورد التي تشكل أساس معيشتهم، ذات مردود مادي جيد تؤمن لعائلته الاكتفاء الذاتي من خلال صناعة المربى واستخلاص العطور بالتقطير اليدوي، فضلا عن بيع الفائض من الإنتاج في الأسواق المحلية .
ونوه مزارعون بالفوائد الطبية للوردة الشامية مشيرين إلى أن الوردة النيربية أو الجورية التي تتميز بها قرية النيرب اليوم، تمسح رائحة البارود وتعطي الأمل، وفيها علاج لالتهاب العين، فضلاً عن أن شرابها مهدئ للأعصاب وعلاج تام للتوتر والقلق وأوراقها المجففة دواء لأمراض الصدر والسعال.