إطلالةُ المنتصر

بيانكا ماضيّة

 

ابنُ الحضارةِ السوريّةِ الأوغاريتيّةِ التي علّمتِ العالمَ أجمعَ معنى الأبجديّةِ واللغةِ، السيد الرئيس بشار الأسد يقفُ وقفةَ الشموخِ؛ ليقولَ الكلمةَ الحقَّ في فصلِ الخطاب، وهو يدرك أن هذا الخطابَ ستكونُ له آثارُه المحبِطةُ لمن يسمعُه من الأعداءِ،  ولكلِّ مَن يحمل ذرّةَ حقدٍ وانتقامٍ تجاهَ سوريةَ وشعبِها، وستكونُ له ردودُ فعلٍ تجاه المعاني المزلزلةَ للمفرداتِ والحروفِ، والدلالاتِ العميقةَ لها، ورؤيتِهم مساراتِ النّورِ وأشعَّتَه، وهي تُلقي بظلالِها على المكان.

أطلَّ السيّدُ الرئيسُ في القمّة إطلالةَ المنتصرِ، في زمنٍ لا يشبه غيره من الأزمنة.  إطلالةَ نسرٍ يحلّقُ بجناحيه عالياً بعد نصرٍ مجلجلٍ على أعدائه.

يقفُ ابنُ سوريةَ الأصيلُ، الوفيُّ لوطنِه، المقاومُ لكلِّ محاولةِ استعمارٍ أو احتلالٍ له، المدافعُ عن تاريخِه وحضارتِه وتراثِه، المُسترِدُّ لأجزاءِ وطنِه من اليدٍ العابثة.. يقف في وسط القمّة لتحتفي كلمتُه بالكثيرِ من المضامينِ والمعاني، بدءاً من أوّلِ كلمةٍ فيها حتّى آخِر كلمة. والمتتبعُ والمتفكّرُ بما تمَّ وصفُه، والإشارةُ إليه، وتوصيفُه، وإعلانُه، وتشريحه في هذا الخطاب، يستطيعُ الوصولَ إلى تلك الحقائقِ المهمّةِ ذاتِ الدلالاتِ الواسعةِ التي ذكرها سيادتُه في خضمِّ كلمتِه، والتي تؤكّد في جزئيّةٍ منها – وهي الجزئيّةً المهمّةُ في هذه القمّة – عمقَ العروبة في الوجدانِ والقلبِ السوريين وفي تاريخِ سوريةَ كلِّه، والذي تجسَّدَ عبر مواقفها على مرّ التاريخ، ويتجسّدُ فعلاً،  والآن في هذه القمّة.

الكلماتُ المفتاحيّةُ لهذه الكلمةِ الخطاب، والمفاهيمُ والقيمُ التي تضمّنتها، تشير بدلالة واضحة إلى العقلِ السوري المدبّر، وإلى الفعل السوري المقاوم، المكافحِ لهذا الورم السرطاني المتغلغلِ في جسدِ الأمّة العربيّة، ولانتشاره في هذا الجسد، وأنَّ لا سبيل إلى استئصاله إلا بالعروبة الحقّة، الدواء الفتّاك لهذا السرطان المدمّر للجسد.

إنه منطقُ الطبيبِ الجرّاح الذي شخّص المرض العربي بدقّة، وقدّم علاجَه ليؤكد أنَّ أيّ علاج دون استئصال الكتلة الأم، الكيان اللقيط، لا نفعَ له في مسيرة هذا العالم العربي وهذه الجامعةِ العربيّة، إلا برأب الشروخِ لا بتعميقها، وبالتعاون العربي المشترك نحو غد عربي مشرق.

 

 

بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام

https://t.me/jamaheer

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار