الجماهير || وسام العلاش
تنشغل أم صلاح في هذا الشهر من كل عام في حجز ركن صغير تستقر فيه ضمن مطبخها لتقضي ساعات النهار في توضيب الخضار الموسمية وحفظها بطريقة منتظمة تساهم في حفظ لونها وشكلها للشتاء.
كثيرةٌ هي الخيارات لدي في حفظ الخضار، تتحدث أم صلاح “للجماهير ” ولكن تفضل انتقاء ما يناسب ثمنه دخلها كما أنها تنتظر بعض الخضار لينخفض سعرها في الأسواق لتسارع في حفظ بعضها مؤونةً للشتاء، كالبازلاء والتي طرحت بسعر 8 آلاف بحسب جودتها والفول الذي يبدأ بسعر 2500 للكيلو وما فوق حيث تقوم بحفظه ضمن أكياس وتجمده في المجمدة، وقسم آخر من النسوة تقوم بحفظه ضمن عبوات زجاجية مغمورة بالماء والملح ومنهنّ من يقوم بالرجوع لعادات الجدّات ويحفظنّ المؤونة عن طريق ( التجفيف ) أي يتم تعريض الخضار ضمن خيطان قطنية للشمس حتى تذبل وتنشف وتحفظ في بيت المونة.
ولدى المطبخ الحلبي خصوصية كبيرة في طقوس حفظ ورق العنب فهو مادة أساسية تسعى كل ربة منزل لحفظ ورق العنب ( اليبرق) والذي يطبخ منه المحشي الأكلة المشهورة والمحببة لدى العائلة الحلبية، حيث تقوم أم صلاح بحفظ ورق العنب ضمن ” مرطبانات ” وتحفظهن بالماء والملح بعد أن تكون قد قطفت أوراق العنب من الدوالي في حديقتها المنزلية وتستعين أحياناً بشراء قسم آخر من السوق حيث بلغ سعر ورق العنب هذا الموسم 22 ألف من النوع الفرنسي ويأتي النوع الثاني بسعر 18 الف في أسواق حلب الجديدة .
ومع هذه الأسعار لهذا العام لم تستطع أم صلاح وباقي ربات المنزل من حفظ إلا القليل من مؤونة ورق العنب نتيجة ارتفاع سعره مبينةً أن طقوس المؤونة لم تعد مثل سابق عهدها فارتفاع أسعار الخضار جعلت الكثير من العائلات تستغني عن المؤونة الصيفية.
بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام