الجماهير || عتاب ضويحي
في الكثير من المحافل والمناسبات والمهرجانات نرى فئة الشباب تثبت وجودها، شباب يتميز بحس المسؤولية والقدرة على إثبات الذات وتقديم إبداع أو تميز من نوع خاص، ولأن دعمهم أمر واجب ومسؤولية تقع على عاتق الجميع وجب التنويه لمسألة ربما بدت ظاهرياً عادية لا تحتمل الإشارة أو لفت الانتباه، لكن بين سطورها خفايا ربما تغير مسار حياة هؤلاء الشباب الذي نعول عليه بالمستقبل بل هم المستقبل بحد ذاته .
عندما يبداً عريف الحفل بتقديم المشاركين في أمسية ما أو مهرجاناً أو أو، يعرف المشارك بالشاعر أو الكاتب أو الأديب أو الفنان أو الإعلامي، هناك من يبهر الحضور بإنتاجه وآخر يجعله يفكر ويتوقف ملياً، نرى في الغالبية بعد تقديمه نظرات الغرور ومشية الطاووس لأنه فقط تم منحه لقباً علقه نيشاناً على صدره واعتلى صهوة اللقب ورفض النزول عنه لأي سبب كان رغم سيل الأخطاء النحوية والإملائية الجارف والمحتوى المهلهل .
نسينا أن منح اللقب وتعليق النياشين بسهولة تخلع عنها قيمتها وهيبتها وقدسيتها، وجعلناها مجرد صفات لاتغني ولا تقدم شيئاً ، إذا كان صاحبها لا يمتلك مقوماتها الحقيقية.
كما أن منح اللقب لمن هم في بداية الطريق يقتل إبداعهم وينتهك موهبتهم، ويجعلهم يشعرون بنشوة النجاح والغرور باللقب رغم أنهم لم يزالوا يحبون في بداية طريق الإبداع والإنتاج.
في المقابل منح اللقب يغبن حق المبدع الحقيقي الذي أفنى عمره يجرب ويحاول ويكتب ويحرص على تقديم الراقي.
الكتابة والشعر وأي مجال إبداعي مسؤولية يحملها العاشق لها على عاتقه من المهد يسمو بها لجعلها حياته التي يعيشها، لكن بعيداً عن تلك الألقاب التي تطلق جزافاً وتقتل الإبداع بطريقة غير مباشرة، لنترك الشباب يحملون مشاعل تميزهم من خلال ما ينتجه من إبداع يغير مسار حياته دون أن نقيّده بلقب مهما كان.
بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام