بقلم : محمود جنيد
رغم اعتياد خدنا على اللطم نتيجة توالي خيباتنا الكروية من جميع الأحجام والفئات دون استثناء، فإن الصفعة الجديدة التي صفقنا إياها منتخبنا الاولمبي في بطولة غرب ٱسيا المقامة في العراق بخروجه من الدور الأول بعلامة الصفر بعد خسارتيه أمام شريكي المجموعة فلسطين وإيران، علّمت “بالخمسة والخميسة” على وجوهنا الملبدة بالأحزان، و أصابتنا بدوار مابعد السقطة، وجعلتنا نحكي مع أنفسنا متسائلين: هل كان منتخبنا يحسب بأن البطولة هي سباق تنافسي على باب الخروج الخلفي السريع؟!
خلطة أولمبينا انقلبت على الساحر، والصفحة الجديدة التي فتحناها مع “فوتة” في غرب ٱسيا للمنتخبات تحت “٢٣” عاماً بعد سقطته المدوية مع الشباب في بطولة ٱسيا، طويت قبل أن يدوّن عليها أي جملة مفيدة أو حتى هامش من أمل نتمسك معه ببارقة مستقبل.!
لا عزاء لنا بأي مبررات، والزلازل وتداعياته وتبعاته السلبية على تحضيرات الأولمبي، ليس له علاقة بالانهيار الجديد ..فوتة من قال ذلك قبل البطولة التي أكد بأن أولمبينا لن يخوضها في العراق بغرض السياحة، بل للمضي إلى أبعد نقطة ممكنة فيها، ليتبين بأن تلك النقطة هي نقطة الصفر.!
نعلم بأن مهمة الهولندي الرئيسية هي التطوير والتمكين لكرتنا كخطوات تأسيسية لعهد النهوض وحصاد البطولات، لكن للأسف فإن عنوان المكتوب جاء محبطاً للغاية و سطوره التي قرأناها بدت غير مشجعة للاستمرار حتى الخاتمة التي تبدو إرهاصاتها كارثية فكان القرار العاجل من اتحاد الكرة بالإطاحة ب” فوتة” وكادره قبل أن نصل إلى تلك النتيجة، ولانعلم إن كان ذلك سينحسب على ارتباطه بكرتنا بشكل عام؟!
هناك ولسنا متأكدين من نسبتهم، من قد يكون سعيداً بما وقع على راسنا من خيبة لتأكيد وجهة نظرهم بخطأ التعاقد مع “فوتة”، بينما لديهم ترشيحات أخرى يرونها أنسب لمنتخباتنا ..لكرتنا .. ام لمصالحهم لا فرق، لأننا بالنهاية الخاسر الأكبر كجمهور، وكرتنا قد تمتلك مواهب داخل سورية وخارجها من المغتربين الاكثر، لكن المشكلة أعمق بكثير : احتراف، عقلية، بنية تحتية، إمكانات، مسابقات محلية، قواعد مهترئة، عمل اعتباطي في الأندية، أضف إلى ذلك نوايا غير صالحة و مصالح متضاربة.!
الحل والتصحيح ممكن، لكن الطريق طويل و وعر جدا، ويحتاج لكثير من التخطيط والعمل المنهجي الاستراتيجي العلمي الرشيد، وقد يكون المشروع الوطني لتطوير الكرة السورية أحد حلقاته التي تحتاج للتشبيك مع حلقات أخرى ضمن سلسلة طويلة لنحصل بعد عمر طويل على النتائج المرجوة بالتدريج الممل.!
فوتة طار بعدما فرقع خاطرنا مثل البوشار، فمن التالي؟!!