كل يوم نودّع عزيزاً..

الجماهير || عتاب ضويحي
بالأمس كانوا بيننا واليوم رحلوا، ونعلم أنهم سيرحلون، لكننا نخدع أنفسنا ونمنيها ببقائهم ما بقينا، الموت يباغتهم فجأة، ويغيبهم عنا ، نرى طيفهم في كل مكان، لكن لا نستطيع لمسهم، فقط نستنشق رائحتهم، نراهم في أعيننا رغم أنهم في عالم بعيد عن عالمنا.
سيرتهم محور مجالسنا، فعلينا أن نذكر محاسن موتانا، لم نر منهم إلا كل خير وطيب، نحتفي بقدومهم كباراً وصغيراً، مريضاً وصحيحاً، وكيف لا وهم فيتامين الجسد ومعادنه، وزاد الروح الذي يطمئنك بأن أمورك بخير، لا نستطيع نكران دورهم الكبير في إدخال الرضا على أيامنا سواء في حياتنا الروتينية، أو مناسباتنا الكبيرة والصغيرة، تكرم ضيفنا و” تفتح عيننا ” أمامه،
لكن عيبها الوحيد الرحيل المفاجئ هكذا دون أية إشارة، وداع نظن بعده اللقاء لأنهم لا يزالون بيننا، وداع قسري حتماً لأنهم قضوا سحابة أيامهم معنا جميعاً، لكن قدرنا أن نودع في كل يوم عزيزاً علينا، كان وداع اللحم الضاني والعجل أولاً، و الفروج بعده، الألبان والأجبان الزيوت والسمون، المعجنات والمخبوزات وفطيرة الجبنة والزعتر ، الفواكه الموسمية وغير الموسمية، حتى الفلافل معشوقة الملايين رحلت، والبيض صديق الأطفال، وعروسة الزيت والزعتر رفيقة المدرسة، جميعهم غردوا خارج سربنا، ونخشى أن تشرد معهم خضرواتنا، ونبقى يتامى من بعدها، نودعكم على أمل اللقاء بكم
وما صبابة مشتاق على أمل
من اللقاء كمشتاق بلا أمل

بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام ??
https://t.me/jamaheer

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار