رحلة السيدة ملعقة

الجماهير || عتاب ضويحي

لأنها تمتلك قلادة سحرية  تحولها بلحظة إلى كائن صغير الحجم جداً، قررت السيدة ملعقة ذات عيد أن تجرب القلادة وتقوم برحلة إلى عالم جديد لا يشبه عالمها تكتشف أسراره وتقوم بمغامرة شيقة ، وبالفعل لمست  القلادة وتقلص حجمها وانطلقت على متن رحلتها وحطت رحالها الأول في الأسواق الشعبية التي فقدت شعبيتها، تسللت خلسة بين المبتاعين تسمع مايدور بينهم من أحاديث، وسمعت إحدى السيدات تحاول إقناع صغيرها الذي يصر على شرائه تلك القطعة من الثياب،  بأن هناك ما هو أجمل منها في الدكان الآخر محاولة  لإلهائه وصرف نظره عنها لأن ثمنها لا يتناسب مع مدخور جيبها .

تركتهم السيدة ملعقة لتسمع حوارية سيدتين مليئة بالتنهدات لأن العيد لا يعرف طريقه إليهم ولا يجد مكاناً بينهم.

شعرت السيدة ملعقة بالضيق وقررت أن تغير المكان وتذهب لسوق الخضار والفواكه سمعت أصوات الباعة تملأ المكان لكنها سمعت همس أحدهم وهو يتمتم مهما تعالت أصواتكم لن نشتري حبة فاكهة أو خضار واحدة فأسعاركم أعلى من أصواتكم فوفروها لكم لأننا لا نريد سماعها، تابعت مسيرها ووقفت بجانب أحدهم وهو ينتقي بعضاً من حبات الفواكه تساءلت بينها وبين نفسها لم بضع حبات فقط، أين البركة في الكثرة، لم هذا التقشف الشديد، وعندما أخرج الرجل مافي جيبه جاءها الرد على سؤالها، لم تطق البقاء في المكان وقررت أن تزور هرمونات السعادة حيث الحلويات والضيافات والشوكولاته المحفزة للفرح وكانت الصدمة تنتظرها بالمرصاد، ماهذه الأسعار أيعقل أن يحرق الغلاء أكباد المساكين ويأكل جيوبهم المحدودة الدخل بنهم كبير ، ويسرق فرحة الأطفال بعيدهم، وإدخال طقوسه المحببة على قلوبهم وعقولهم، العلاقة بين  الغلاء والمواطن علاقة ” طردية ” المواطن يهرب والغلاء يطرده ، لم تحتمل الوضع ولمست قلادتها وعادت لعالمها الجميل وحمدت وشكرت ربها على نعمة واقعها وحطمت قلادتها الملعونة  ، وروت لزوجها السيد شوكة ما حدث، الذي تملكه الخوف مما سمعه وقال لها استعيذ بالله  من الشيطان الرجيم هذا كابوس يا ملعقتي، كان عليك عدم روايته حتى لا يقع تفسيره!!.

 

======

بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام

https://t.me/jamaheer

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار