بقلم محمود جنيد
جمهور الأهلي كان كعادته نجم الأمسية بلا منازع، ولعب الدور الذي أرعد فرائص المنافس وحرق أوراقه بشرارة الضغط .. بهتافات فيها النور و النار .. بما شكّل من لوحات وتغنّى بأهازيج، وحمل من يافطات كانت رسائلها الحادة المغزى كالسيف المسلول لكل من يقترب من أسوار الكيان و حراس القلعة ، بينما أحاط فريقه بالدعم والتشجيع الذي لم يفتر طوال وقت المباراة التي أكمل بها اللاعبون ومن خلفهم المدرّب غسان سركيس اللوحة البديعة التي كانت على غرار العادة حديث القاصي و الداني، و أصبح “التريند” علامة مسجلة باسمه تلاحقه وتخطب وده وليس العكس..
جمهور الأهلي هو البطل المتوج على عرش أمسيات وليالي الأنس في الحمدانية التي حجزت لنفسها فصلاً أسطورياً ملحقاً في متن روايات ألف ليلة و ليلة.. هو القرين الذي يحلق بروح اللاعبين ويرتقي بهممهم ليتفوقوا على أنفسهم وعلى كل من يقف بوجههم.
هل نغالي؛ هل نشطح، هذا السؤال نوجهه للمستجدين اللذين حضروا أحد عروض مسرح الأحلام أو صالة الجحيم لأول مرة، اسألوا لاعبي الفرق الضيفة ومدربيها عن أهوال وتأثير جمهور الأهلي عليهم..
الكبير و الصغير وحتى “المقمط” بالسرير، و ذوي الهمم و الاحتياجات الخاصة، بإمكانك أن تراهم على مدرجات الحمدانية متشحين بالألوان الحمراء، ينشدون من صميم القلوب “ياناس الأحمر ماشي بدمي”..
الأمر بالنسبة لنا ليس مجرد ظاهرة أو طفرة أو حالة جماهيرية عابرة خلال منافسات رياضية، بل يتعداه ليكون واجهة مشرفة لناد ومحافظة ( حلب) و وطن ( سورية )، بكل ما فيها من أبعاد، ويمكن التعويل و البناء عليها أكثر مما يتوقعه الجميع.
جمهور أهلي حلب ..كمدينتك : انت البطولة وانت الرجولة..