روسيا والصين و القطبية الواحدة

عبد الكريم عبيد

الكل يجمع أن الكرة الأرضية تسير باتجاه عالم متعدد الأقطاب سواء من الناحية الاقتصادية وهيمنة الدولار أو السياسة والعسكرة والتكنولوجيا وحتى السيطرة على الأسواق الخارجية وبالتالي الهيمنة الأمريكية المطلقة على القرار الدولي عبر المؤسسات  الدولية كمجلس الأمن أو الأمم المتحدة والهيئات التابعة لها .

لكن السؤال هل ستكون الولادة سهلة وميسرة أم أن مخاضها عسير ويحتاج إلى أثمان باهظة من قبل الدول التي تناضل وتقاتل وبقوة من أجل أن يكون هناك توازن في العلاقات الدولية عبر صعود دول وازنة مثل روسيا والصين وايران والهند وغيرها الكثير من الدول التي تسعى إلى الانضمام لمجموعة البريكس أو منظمة دول شنغهاي أو غيرها .

بتقديري الولادة ستكون معسرة وقيصرية ذلك أن أمريكا وأوروبا وحتى كندا وأستراليا  وغيرها الكثير ستسعى إلى إحداث بؤر وتوتر لمنع صعود هذه الدول عبر عمليات استنزاف طويلة الأمد كما يحصل الآن في أوكرانيا حيث تقوم أمريكا والدول الأوربية بإمداد الأخيرة بالأسلحة والمعدات الثقيلة والخفيفة والمتطورة كي تصمد في وجه الجيش الروسي  وتستنزف المزيد من طاقات روسيا البشرية والتكنولوجية والعلمية …. يعني تظل مشغولة في شأنها الداخلي وتفكر كيف ستدير هذه الحرب وتعمل على معالجة قضاياها ومشاكلها الداخلية وتصرف اهتمامها عن قضايا استراتيجية تتعلق بالدفاع والأمن والاقتصاد والتكنولوجيا الفضائية والبرمجيات التي صارت من أبرز علوم العصر.

أيضاً حاولت أن تفعل ذات الشيء مع الصين عندما زارت نانسي بيلوسي رئيس مجلس النواب الأمريكي تايلوان وشجعت السلطات المحلية على الانفصال عن الصين  مقدمة مجموعة من الضمانات والمغريات الأمريكية لهم فيما لو اقدموا على هذه الخطوة إلا أن القادة الصينيين أدركوا مبكراً هذه الخطوة الأمريكية فحشدوا الطائرات والزوارق  الحربية والمناورات الصينية التي أظهرت أن لا طاقة لهم على مواجهة التنين الصيني الذي نهض من تحت الرماد وطور إمكاناته الاقتصادية  والعسكرية والتكنولوجية  وحتى صارت رقم واحد في هذا المجال الأمر الذي أزعج الغرب والأمريكان لا بل وجعلهم  يشعرون بخطورة موقفهم .

حيث لجأت أمريكا وعلى لسان وزير خارجيتها إلى طمأنة الصين بأن أمريكا لا ترغب في التصعيد مع الصين في تايوان .

أيضاً الغرب وامريكا ومن ورائهم حلف الأطلس  يريد افتعال  المزيد من الأزمات الداخلية لدى الدول المنافسة لها لاستنزافها  على المدى الطويل  حتى تبقى أمريكا في صدارة المشهد السياسي  مهيمنة على العالم عبر الدولار ونظام القطب الواحد الذي يتآكل رغم كل دسائس وخطط الغرب الخبيثة .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار