سورية والعراق … رؤية مشتركة للمستقبل

عبد الكريم عبيد

العراق وسورية شكلا عبر التاريخ وحدة اقتصادية وجغرافية  وعسكرية كبيرة أضف إلى ذلك الترابط العائلي والعشائري الذي بموجبه شكل العراق عمقاً استراتيجياً للشعب والجيش السوري في مقاومة الأطماع الصهيونية إذ أن البلدين يكملان بعضهما  البعض من الناحية الاقتصادية والجغرافية والسياسية من هنا جاء تأكيد الرئيس الأسد خلال استقباله رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني عندما قال : أن العراق كان لسان حال الشعب السوري في المحافل الدولية خلال فترة الحرب الكونية على سورية ..

هذا التكامل والتبادل في الأدوار والمصداقية في المواقف جعل كيان العدو الغاصب  والغرب وامريكا ينظرون إلى هذه العلاقات بعين الخشية ويحاولون جاهدين عرقلة لقاء هذين البلدين الشقيقين .

لذلك دائماً الغرب وامريكا يضعون الفيتو في وجه تطور العلاقات والتكامل بين البلدين هذا أولاً وثانياً يسعون إلى افتعال الأزمات والحروب على الساحتين وعبر الحدود وزرع الدسائس والفتن بين الأشقاء لمنع أي تقارب وتعاون بينهما   …..

وهذا تجلى واضحاً في حرب تشرين عام/ 1973/عندما شكل الجيش العراقي العمق الاستراتيجي للجيش السوري في المواجهة مع العدو الغاصب  …..

لذلك سعوا وبكل قوة إلى ضرب عرى هذه العلاقات الأخوية .

رئيس الوزراء العراقي الذي أعرب عن دعم العراق والشعب العراقي بكل مكوناته للشعب والجيش السوري والقوات الرديفة باعتبار أن هذا حق الدولة وواجبها  الوطني والقيمي والأخلاقي والقانوني الذي يحتم عليها الدفاع عن سيادتها بكل أبعادها ضد كل ما يتهددها من أخطار .

ولا ننسى زيارة رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي على رأس وفد من البرلمانيين العرب الذي زار دمشق في شباط الماضي تعبيراً عن تضامن العراق  والدول العربية مع الشعب السوري الذي يعاني من الحصار الغربي الأمريكي  الجائر والإرهاب  وجاءت الكارثة الزلزالية لتزيد المعاناة .

هواجس وقواسم مشتركة تجمع الشعبين الشقيقين باعتبار أن التحديات واحدة وأن قوة وأمن سورية هي من أمن وقوة العراق الذي يقود جهوداً جبارة لنزع فتيل الأزمات في أكثر من ملف وأولها كسر الحصار الظالم  المفروض على الشعب السوري  وعودة سورية وبمؤازرة الأشقاء إلى جامعة الدول  العربية لتعود سورية إلى فاعليتها  الأولى في تنشيط  العمل العربي المشترك بالإضافة إلى دورها في تقريب وجهات النظر وإنجاز المصالحة بين الجمهورية الإسلامية  الإيرانية والمملكة العربية السعودية التي عادت لتمارس دورها العربي إلى جانب شقيقاتها سورية ومصر والدول العربية والإقليمية الفاعلة في هذا المجال .

العراق وسورية هما الركن الأساسي في العمل العربي المشترك الذي عادت إليه الحيوية والنشاط عبر اللجان والزيارات المتبادلة بين المسؤولين .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار