عبد الكريم عبيد
في قراءة للأحداث التي شهدتها المنطقة والوطن العربي خلال الشهرين الماضيين وتحديداً بداية عودة العرب إلى سورية متمثلة بالجامعة العربية والزيارات التي تمت بين دمشق والعواصم العربية واللقاءات التي جمعتهم مع الرئيس الأسد والمعنيين السوريين اشاعت جواً من الود والتفاؤل في الأوساط العربية الرسمية والشعبية إذ أن العرب على أبواب مرحلة جديدة قوامها تجاوز الماضي والاتحاد والتنسيق بما يخدم العرب ومستقبلهم ومصالحهم .
هذه الإيجابية التي أشاعتها اللقاءات السياسية والدبلوماسية بين العرب امتدت أثارها حتى الدول الإقليمية بحيث الجميع بدأ يتطلع إلى المصالح المشتركة التي تنعكس إيجاباً على شعوب المنطقة …
هذه المناخات العربية التي رحب بها الجميع لم تعجب الأمريكان أو الصهاينة وحتى الدول الغربية مجتمعة لأن عندما تعود سورية لتمارس دورها في قيادة العمل العربي المشترك لما فيه خير الأمة العربية ومستقبلها المشرق .
من هنا يمكن أن نفسر سبب العويل الغربي الأمريكي الصهيوني الذي سعى ولا يزال لضرب التقارب ويدفع باتجاه خلط الأوراق والضغط على العرب لعرقلة تطور العلاقات العربية لذلك هم لجؤوا إلى التصعيد في الشمال السوري وفي الجزيرة السورية وذلك بدعم المجاميع الإرهابية وإدخال تعزيزات جديدة إلى الجزيرة عن طريق المعابر الحدودية الغير شرعية لتسخين الأجواء في المنطقة وصرف الانتباه عن سرقات الاحتلال للخيرات السورية من نفط وقمح وسواها .
حيث أن الشعب السوري الذي يعاني من ويلات الحصار والتضييق والعقوبات جراء قانون قيصر هو أحق بهذه الثروات المسروقة من قبل أدعياء الديمقراطية زوراً وبهتاناً .
اليوم هم يلجؤون إلى تفجير الوضع الأمني في الشمال السوري بدعم مجموعات قسد الانفصالية وكذلك المجموعات الإرهابية المرتبطة بها لأضعاف سورية ومنعها من إعادة البناء وإعمار من دمرته يد الإرهاب ومنع أي تواصل تجاري بين الأشقاء عبر الحدود وتحديداً عبر الحدود السورية العراقية التي لا تزال تهدد من الإرهاب الذي تدعمه أمريكا حتى أنها تضغط لمنع التقارب التجاري وحتى الأمني والعسكري بين قوات الجيش العربي السوري والجيش العراقي الذي يخوض معارك طاحنة ضد الإرهاب في المناطق الحدودية .
وبالتالي هذا التنسيق يصب في صالح البلدين الشقيقين اللذين يحاربان الإرهاب في الوقت الذي تقوم امريكا وحلفاؤها بمده بالأسلحة والمال والمعلومات اللوجستية والأمنية لضرب التنسيق بين الجيشين السوري والعراقي عبر الحدود لمحاربة الإرهاب الذي يعتبر صناعة أمريكية وعلى رأسها داعش كما قالت وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك هيلاري كلينتون . .