المهندس حمادية… شاب يتفرد ويبدع في مجال التصميم ثلاثي الأبعاد على الحاسوب

الجماهير || عتاب ضويحي

جذبه مجال التصميم ثلاثي الأبعاد الذي يعد واحداً من أكثر اتجاهات الفن الواعدة، وتحول شغفه لهواية مراهقته إلى هاجس يرافق أي شاب في مقتبل العمر يطمح للتميز، وتحويل ما يكتنف عقله من خيال وأفكار إلى واقع افتراضي، بكامل أدوات النحت والإنارة  والإكساء، يستطيع الإبداع في مجاله كل يوم وإنجاز ما يُطلَب منه من أفكار على أكمل وجه، يدعمه انحداره من عائلة تتقن الفن بكل أشكاله من الرسم على المرمر إلى الخط والتشكيل.

الشاب بشير حمادية ذو الـ 27 عاما” خريج كلية الهندسة الكهربائية، وجد نفسه في عالم الـ 3D وصعد درج أسراره درجة تلو الأخرى، ليتمكن منه ويحترف مجال التحريك ثلاثي الأبعاد 3D  animation”.

عن بداية شغفه وتطويره لنفسه في مجالات وبرامج التصميم أوضح الشاب حمادية أنه بدأ في عمر الـ 15 عاماً على حاسوبه الشخصي بتعلم برامج الغرافيك مثل الفوتوشوب والاليستريتور،  لينتقل بعدها إلى برامج التحريك “Motion Graphic” مثل الافترايفكت والبريميير للمونتاج، ويتقن هذا المجال بعمر 17 عاماً، ليلفته بعدها عالم التحريك ثلاثي الأبعاد رغم حضوره الخجول على الساحة، ومن هنا بدأ يجتهد في كشف خفاياه أثناء تعلم البرنامج الأساسي في الرسم و التحريك ثلاثي الأبعاد Maxon Cinema 4D

آلية الرسم الرقمي ثلاثي الأبعاد

بيّن حمادية أن الرسم ثلاثي الأبعاد يتم بواسطة أدوات النحت مستخدماً الماوس التي تعادل ريشة الفنان العادية إنما هي ريشة إلكترونية، بعد الانتهاء من عملية الرسم الرقمي ثلاثي الأبعاد لشكل معين، تبدأ عملية التلوين أي إكساء الشكل، ثم تأتي مرحلة الإنارة والتظليل بما يناسب بيئة المشروع وبذلك نعطي للشكل واقعية عالية.

مميزات الرسم ثلاثي الأبعاد

أوضح الشاب حمادية أهمية الرسم ثلاثي الأبعاد في بناء الحضارة وتنمية المجتمع من خلال تسليط الضوء على موضوع إعادة إعمار الأبنية المتضررة والمرافق العامة في سوريا نتيجة الحرب،  من خلال تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد المتخصصة في طباعة الأبنية بشكل كامل، موضحاً أن هذه التقنيات أصبحت تستخدمها الدول المتطورة في البناء، منوهاً الى انه اصبح بالإمكان طباعة منزل كامل  خلال مدة لا تتجاوز الثلاثة أيام وبكلفة لا تعتبر باهظة الثمن، لهذا يطمح حمادية إدخال هذه التقنيات إلى بلادنا وتطوير مجتمعاتنا من خلالها، مضيفاً أنه يمكن أيضاً لهذا النوع من التقنيات ان تقوم بالمساهمة في مساعدة ذوي الهمم  برسم وتجهيز أدوات مساعدة او أطراف صناعية مطبوعة بتقنيات الـ 3D

أيضاً نستطيع إنتاج أي فكرة مهما كان حجم تعقيدها مع التنويه ورغم الصعوبة الرئيسية في هذا المجال وهي المدة الزمنية الطويلة الخاصة بإخراج اللقطة “Render” والتي يمكن ان تستغرق وقتاً طويلاً يمتد إلى عدة أسابيع لإخراج فيديو لا يتجاوز الـ 30 ثانية، إلا أنه يحث على نتعلم هذا الفن.

الخيال مفتوح في المجال ثلاثي الأبعاد

حسب حمادية أن أفق الخيال مفتوح في المجال ثلاثي الأبعاد على عكس تصوير الفيديو الواقعي، إذ يمنح للمصمم هذا النوع من الفن إسقاط خياله على الشكل المطلوب بشكل حر.

جدوى الـ  3D في سوق العمل

أشار حمادية أن التصميم ثلاثي الأبعاد يعتبر أفضل وسيلة للترويج عن منتج ما، من خلال عرض الأفكار المميزة يتم جذب العميل وإقناعه بجدواه من حيث الإعلان الصحيح بطريقة تقنع المتلقي.

ويعتبر هذا المجال من أكثر المجالات المؤثرة بالإعلان والترويج ، لكن للأسف وجوده قليل جداً على أرض واقعنا، بسبب قلة المعرفة به، وصعوبة تعلم برامج التصميم ثلاثي الأبعاد من حيث حاجتها لوقت طويل لتعلمها إضافة لإتقان اللغة الإنكليزية لفهم الكثير من المصطلحات.

صعوبات وطموحات

عن الصعوبات التي واجهها في مشواره، لفت حمادية إلى أن الصعوبات بدأت مع اللحظات الأولى بدءاً من الحاسوب الشخصي بإمكانياته المتواضعة، وانقطاع الكهرباء، وصعوبة الحصول على كورسات تعليمية لفهم البرنامج في وقت كان من الصعوبة الوصول الى شبكة الإنترنت، إلا أنه واظب وأخلص لشغفه، وتمكن من فهم خوارزمياته جميعها، ليتقنها ويطبقها على مشروع تخرجه من جامعة حلب، حيث قام برسم المشروع المجهز بشكل كامل مع أدق التفاصيل وعرضه بطريقة احترافية على اللجنة المشرفة لينال علامة تفوق عالية، و لتصبح هوايته، شغفه الأساسي في الحياة، و عرض تصميماته على المواقع المخصصة لهذا المجال ولفت نظر الكثير من المبدعين حول العالم.

يطمح حمادية أن ينشر مجال الرسم والتحريك ثلاثي الأبعاد من خلال إقامة دورات وورشات تعريفية لطلاب الجامعة، إضافة للجانب العملي والتطبيقات الواقعية لتحقيق أكبر قدر من الاستفادة والتوعية .

ويوجه نصيحته لكل شاب لديه رغبة بتعلم هذا الفن أن يبدأ التعلم بشكل متدرج انطلاقاً من برامج الغرافيك مروراً ببرامج التحريك والمونتاج وانتهاءً ببرامج الرسم ثلاثي الأبعاد، والذي يعد بحراً واسعاً يرضي جميع الأذواق ويحرك سوق العمل في البلاد، لاسيما وأن الإمكانيات الشبابية الموجودة تحتاج للدعم والرعاية.

 

 

======

بإمكانكم متابعة آخر الأخبار والتطورات على قناتنا في تلغرام

https://t.me/jamaheer

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار