بتوقيت تشرين ..

بيانكا ماضيّة
بالتوقيت التشريني، بتوقيت الانتصار على العـ.ـدو الإسرائيـ.ـلي، حين تلقّى الضربات فتمّ إسقاط أسطورة الجيش الذي لايقهر، لم ينسَ هذا الـ.ـعدو ذاك الاندحار، تلك الضربة التي تلقاّها في الصميم، فأبى إلا أن ينتقم ويـ.ـثأر لحرب خلت..
خرّيجون ضبّاط بعمر الورود وأهاليهم في ساحة الشرف والكرامة بحمص، ساحة الكليّة الحربيّة التي ستخرّج رجالاً كانوا سيتوزّعون على كامل الجغرافيا السورية للذود عنها، وبتوقيت تشرين الذي لم ينسَه العدو، تتحوّل الضحكات والابتسامات ومشاعر الفرح إلى دماء وأنّات عميقة وصيحات: يا الله لم تركتنا يا الله!.
وترعد القلوب وتبرق المشاعر، ويمتلئ كأس الـ.ـدم الذي لا بد أن يراق حتى يتم الخلاص وتكون القيامة، وأيّ دم ستخضل به البزّات العسكرية، الرداء المشرّف، رداء العزة والعنفوان والكرامة الذي يدفعون ثمن تقطيعه ثم الاقتراع عليه، إنه رداء المسيح والحسين في مشهد الفداء الأقصى، مشهد الكربلاء السورية.
لن نصف مشهد المجـ.ـزرة التي ارتكبها العدو عبر عملائه الذين يقبضون ثمن الدماء، فعبارات الصمود والتحدي والإرادة والمـ.ـقاومة جميعها تغتني بها مواقفنا ونصوصنا، حتى مع كل كسرة خبز وشربة ماء هناك تحدّ وتصدّ ومـ.ـقاومة، فقدر السوريين أن يقدموا دمائهم في طريق الجلجلة السورية إلى أن يتم الخلاص.
هذه المجزرة التي هي امتداد لمجـ.ـزرة المدفعية ومجـ.ـزرة خان العسل وريف اللاذقية وعدرا العمالية لن تميت فينا الروح السورية، فهذا العدو رغم كل استخباراته ودراساته وأبحاثه ومخططاته لم ولن يصل إلى إدراك معنى هذه الروح، لأن المادة هي كيانه، والروح هي كياننا، ولئن كانت المادة فانية، فإن الروح لا تفنى.
ورغم ليالي الألم والدموع وصباحات الحزن الدفين فينا، لن تستطيع قوة في العالم أن تجعلنا منكسري الآمال والأحلام، ولن تجعلنا نتشح بأردية الهزيمة، وما صليات الصواريخ التي انهالت وتنهال على مواقع هذا العـ.ـدو في سورية إلا جواب عن هذا اللاانكسار الذي لا يجد طريقه إلى الروح السورية، روح الجيش العربي السوري الذي سيبقى شوكة في عين العدو وعملائه.
سنشعل الشموع وسنصلّي للشهداء قديسي سورية، وللجرحى الذين مع كل أنّة من جراحهم تهتز الصباحات، سنرفع صلواتنا للإله: ياربّ لا تغفر لهم خطاياهم؛ لأنهم يدركون مايفعلون، ولن نسامح ولن نصالح، فأي صلح مع عدو ينهش في جسدنا ليل نهار، ولن نكون إلا نيراناً تحرقهم في كل توقيت.
تشرين عاد بذكرى انتصاره، ولكنّه عاد مخضبّاً بدم الشهداء، عساكر ومدنيين، رجالاً ونساء، عجائز وأطفالاً، وها هي الساحات والميادين والصفحات السورية، وبقلب وروح واحدة تنادي من الصميم: لبيك يا سورية، لبيك يا أرض الأنبياء!.
الرحمة كل الرحمة لأرواح شهداء سورية الأطهار والشفاء للجرحى، والعزاء والسكينة للقلوب الحزينة في هذا المشهد السوري المهيب.
======
بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام ??
قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار