لحظة عناق !

محمود جنيد
نادتهم الشهادة لحظة العناق الأخير …لتشع نجوم طلاب ضباط الكلية الحربية التي حملوها على أكتافهم يوم تخرجهم في فضاء عليي الأرض التي ارتوت بدمائهم وذويهم الطاهرة، لتنبت أرواحا نالت شرف الخلود في مقام الأبرار ، أحياء عند ربهم يرزقون ..
جريمة الاعـ.ـتداء الارهـ.ـابي الدمـ.ـوي الجبان، وغير المسبوق بأدواته الشيطانية وأبعاده الخطيرة، يضع المجتمع الدولي المنفصم بمعاييره وازدواجيته السافرة، أمام مسؤولياته القانونية والأخلاقية والإنسانية، وهو مازال متوارياً يغمس رأسه المربع في التراب غير ٱبه أو مكترث بالمصاب الجلل الذي يضاف إلى سلسلة حلقات المحن و الموت المسلط على الشعب السوري، وعلى جميع المستويات التي استهدفت وجوده وأمنه وأمانه، بداية من الحـ.ـرب الارهابية العبثية، إلى الحصار الاقتصادي، واللصوصية التي نهبت مقدراته وثرواته وراحة باله.
الجريمة النكراء الفاضحة التي حولت الفرح إلى حزن ومأتم طال بلد بأكمله ينزف ألماً على مصابه العظيم، تطرح الاسئلة النائحة، لماذا في هذا المكان والزمان والتزامن، من الفاعل والمنفذ والمتواطئ،  ومن يقف وراءه لاسيما وأن طبيعة التفجير وأدواته المتطورة تشي بأن أيدي دول نافذة متنفذة هي أدارت الجـ.ـريمة، وماذا عن القانون الدولي ومواثيقه ومعتنقيه، وماذا لو حدث ما حدث بإحدى الدول المتشدقة بالحريات والسلام وحفظ الأمن الدولي، وهل سيجد هذا الاعتـ.ـداء الـ.ـغادر دوافع و تبريرات تغطي على الجريمة وتلصقها زوراً وبهتاناً بأنياب الذئب الذي أفاض دم يوسف، كما يفعل بعض شذاذ الٱفاق في مجتمعنا؟!
سورية كلها ثكلى كما ذوي الشهداء الذين لم يكادوا يدخلوا ميدان المعركة دفاعاً على وطنهم الذي يتكالب عليه العـ.ـدوان من كل حدب وصوب، ومنهم أهالي من نساء وأطفال سرقت فرحتهم و ازهقت أرواحهم بغير ذنب، ورغم ذلك فإن المصاب وحدها وشد من أزرها وعزيمتها لمواجهة ما يحيق بها من موت ومكائد تستهدف سيادتها وكيانها ومكوناتها وحضارتها وتاريخها الذي هيهات أن يمس أو يطمس.
نبع الألم الذي يجري في الوطن، لن يكون إلا غديراً يروي إرادتنا ويعزز صمودنا حتى آخر قطرة دم تسلك في عروقنا.
======
بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام ??
قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار