بيانكا ماضيّة
أن تقول فلسطين، يعني أن تتحضّر وتجهّز نيرانك وسلاحك وكل عتادك لبعد خمسة وسبعين عاماً لتنقضّ على عدوك.
أن تقول فلسطين، يعني أن تذهل وتنتشي بعنوان هو (طوفان الأقصى) يفاجئك بين ليلة وضحاها بمقاwمين يهبطون من السماء.
أن تقول فلسطين، يعني أن تكون ذاهباً لتغطية أخبار مآسي غزة وقصف العدو الصهيو*ني لمبانيها، فترى عائلتك هي مأساتك وهي الخبر الصحفي الذي ستدوّنه بيديك.
كل ما كتب عبر عقود سبعة عن نصر هنا ونصر هناك، لايجاري ماكتبته مسيّرات شراعية نظرت من الأعلى فرأت قبّة الأقصى فهبطت هبوط الجحيم على عدو لم يعد يعرف شماله من يمينه!
أن تقول فلسطين، يعني أن قصائد الشعر والملاحم والقصص التي كتبت في الماضي، باتت تطرب آذان الشعب الفلسطيني والشعوب العربية التي حملت العلم الفلسطيني طيراً مرفرفاً فوق رؤوسها، والكوفية الفلسطينية شالاً على كتفيها، ولكن على الشاعر المعاصر الذي يجيد القافية أن يزيد على قصيدته سطراً، هو سطر مسك الختام!.
أن تنظر إلى (طوفان الأقصى) بعين صقر، يعني أن ترى هروباً جماعياً لآل صهيو*ن، وصفارات الإنذار تدوّي في فضاء مدنهم، ومطارات تفتح لهجرة ما بعدها عودة، وآلاف آلاف الفلسطينيين يترقبون خبراً واحداً، واحداً فقط، ليعودوا زرافات زرافات حاملين مفاتيحهم إلى مساقط رؤوسهم، هنا تستطيع أن تقول: الله أكبر، وكم أنت عظيم وعادل يا الله!
أن تتابع تفاصيل الطوفان الذي تحدس بفطرتك الحرّة أنه لن يبقي ولن يذر، يعني أن ترى طفلاً فلسطينياً ينبت كزهرة من بين أنقاض غزة، وأن ترى جنديّاً إسر*ائيليّاً أسيراً يعترف باحتلاله للأرض الفلسطينية باكياً: إذا أطلقتم سراحي، فإنني أعدكم بأن أغادر بلادكم إلى آخر بلد في العالم.
أن تقول (طوفان الأقصى) يعني أن ترى الجندي الإسر*ائيلي الذي صدعوا رؤوسنا منذ خمسة وسبعين عاماً بأن جيشه الجيش الذي لايقهر، تراه مذلولاً يجرجر أذيال انكساره بيد الفلسطيني المقاوم!.
أن تقول فلسطين، يعني أن هناك من لم تمت هذه القضية في نفوسهم، وأن هناك يوماً لا بد آتياً، هو يوم (طوفان الأقصى) ليسقط شعباً كان أقذر شعب وأكثرهم إجراماً وعنصرية ودموية في التاريخ الإنساني.
أن تقول المقـ.ـاوم الفلسطيني، يعني أن تدرك كيف إذا طارت بجعة من فوق رأس الإسر*ائيلي، يدبّ الذعر والخوف في مفاصله ليبدأ بالعويل والبكاء، فكيف إذا كانت البجعة طائرة شراعيّة لرجال المقاومة!.
ألا عاشت فلسطين، وعاش الرجال الرجال الذين يكتبون اليوم ما لم يستطع أن يكتبه رجال عبر خمسة وسبعين عاماً، يكتبون تاريخاً بدأت تباشيره مع صباح السابع من تشرين الأول عام 2023.