يرحلون ونبقى ..

محمود جنيد

لم يكن هناك سوى خيار ذو حدين يخترق الخاصرة الفلسطينية منذ ١٩٤٨، المـ.ـقاومة من أجل التحرير وحفظ الكرامة حتى الشهادة أو النصر، أو الرضوخ للغـ.ـاصب الذي احتـ.ـل الأرض وشرد وهجر الشعب، والعيش تحت سوط  الذل والهوان،  بلا هوية أو كرامة أو حقوق.

المـ.ـقاومة الفلسطينية أعادت تفعيل الخيار الوجودي الأول في السابع من تشرين التحرير، ووجهت للكـ.ـيان غير الشرعي الذي زرع سفاحاً على أرض مغتـ.ـصبة، ضربة أخرجت عقله عن الخدمة، ليصاب بهيستيريا الانتـ.ـقام السادية التي تجاوزت كل الخطوط والحدود المارقة على جميع القوانين والمواثيق والأعراف الدولية والإنسانية،  مع مجـ.ـزرة مشفى المعمداني في غزة التي تعتبر جريـ.ـمة حرب مكتملة الأركان انضمت إلى قائمة جـ.ـرائم الابـ.ـادة الجماعية والتطهير العرقي ضد المدنيين العزل من نساء وشيوخ وأطفال قصفوا بآلاف الاطنان من القذائف والمتفجرات  تقدر بربع قنبلة نووية، ليرتقي منهم اكثر ٣٣٠٠ شهيد من بينهم ما يزيد أيضا عن ١٣٠٠ طفل، في الوقت الذي يجدد فيه المعتوه الأمريكي بايدن جهاراً نهاراً قولاً وفعلاً دعمه للكـ.ـيان المجـ.ـرم بصفاقة ووقاحة الخسيس السفيه المستهتر الذي لا يجد من يرده فيزداد تعنتاً وفرعنة وتجبراً..!!

وأمام ذلك المشهد المروع الذي تقلب و تزور فيه الحقائق، ويقـ.ـتل ويقـ.ـمع  و يمنع من يحاول نقلها بحيادية حتى من الاعلام الدولي وممثلي وكالاته العالمية، يطمس ويميّع التساؤل: أين هي الأهداف العسكرية من استهدافات آلة القتـ.ـل الصهـ.ـيونية الهمـ.ـجية، وماهي مبررات قـ.ـتل المدنيين النازحين داخل المشافي التي لاذوا اليها، في ظل الصمت الدولي السلبي المتواطئ، والموقف الرسمي العربي و الإسلامي الضعيف المهزوز المتردد، الذي أخرجته مذبـ.ـحة مستشفى المعمداني الوحشـ.ـية المروعة اخيرا عن صمته المطبق ليتداعى أعضاء منظمة التعاون الإسلامي اليوم للاجتماع الذي لا نعرف ما ستؤول إليه مخرجاته من نتائج عملية.؟!

إسرائـ.ـيل النازية، ومن خلفها قوادها الأميركي، تحاول استثمار عملية طوفان الأقصى التي صرعتهم، بالإمعان بتهجير الفلسطينيين من غزة، والاستفراد بالمـ.ـقاومة، سعيا لتصفية القضية الفلسطينية،  وحرمان الشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتـ.ـلال،  من حقه بالدفاع عن أرضه المغتـ.ـصبة ومقدساته المستباحة المدنسة،  واعلان دولته العربية المستقلة وعاصمتها القدس، في الوقت الذي يجب أن تستنفر فيه الجهود العربية والأممية والحراك الفوري كأضعف الإيمان لوقف جـ.ـرائم الحرب والمـ.ـجازر المرتكبة وعددها وصل إلى مايزيد عن ٣٥٠ مجـ.ـزرة، بحق الشعب الفلسطيني في غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع بأي ثمن، ومحاكمة مجـ.ـرمي الحـ.ـرب الصـ.ـهاينة على ما اقترفوا  من مجـ.ـازر ومذابـ.ـح جماعية ضد المدنيين.

وبالمحصلة فإن الصـ.ـهاينة وأعوانهم يعون تماما بأن صفعة طوفان الأقصى التي كسرت شوكتهم ومسحت الأرض بأسطورة تفوقهم الذي لا يقهر، لا تصد ولا ترد مهما فعلوا، لتبقى  ملحمة طوفان الأقصى وصمة العار التي لن تمحى من تاريخ الصـ.ـراع العربي  الإسرائيـ.ـلي الذي لن يكون  في مأمن من المفاجآت القاصمة  على مر الزمان القادم حتى النصر والتحرير بعون الله ، ويرحلون ونبقى ، والأرض لنا ستبقى .

=====

بإمكانكم متابعة آخر الأخبار والتطورات على قناتنا في تلغرام

https://t.me/jamaheer

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار