بخور الروح 8

بيانكا ماضيّة

 

كانت المشاهد واضحة تماماً، وأصوات تتناهى إلى مسمعي، قـ.ـذائف لا تتوانى عن إصابة أهدافها، وانفـ.ـجارات في السماء، نجوم تلمع بلون أزرق، وهناك ردود صاروخـ.ـية بالمقابل…

المشهد يغلي، جنود، وجنود يخرجون من كل حدب وصوب، من الخنادق، ومن أعالي الجبال، يزحفون زحفاً حذراً.

وجوه قبيحة تظهر بين الفينة والأخرى، كأنها وجوه لشخصيات شهيرة، ليس من هذا الزمن وحسب، بل من أزمنة غابرة.

ويعود برج إيفل إلى المشهد، في أبعد نقطة فيه، وأنهار وبحيرات تفور مياهها.

تعود الصواريخ لتظهر في عتمة السماء، ولكنها من جهة واحدة فقط.

مئذنة تلوح من يسار المشهد، وجبل في الأعلى، وصوت عال يقول: إلى سورية!!.

وهناك كان كرسي كأنه يضم بين جنباته قائد، كانت الصورة لات ظهر كامل جسده، لم يظهر وجهه، بل يده التي على مسند الكرسي، وقدماه.. ثابت هو، مطمئن، كأنه يعطي الأوامر من على بعد، وينتظر النتائج.

وكان هناك طابور من الناس يخرجون مطأطئي الرؤوس، مذلولين مكسورين، ووردة بيضاء لا يوجد لها مثيل في الجمال، تصدّرت المشهد.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار