بقلم عبد الخالق قلعه جي
عامان على رحيلك مرا ولم تزل روحك فينا حاضرة.. تسكن الوجدان والذاكرة الفنية والإنسانية عبر كل ما قدمته وأبدعته من إرث فني غنائي على مدى عشرات السنين.
عيون موشحاتك والأدوار والقدود والقصائد والمواويل التي شدوت بها تتناقلها الأجيال غناءً وسماعاً.. “كللي يا سحب”.. “يا رايحين ع حلب حبي معاكم راح”.. “القلب مال للجمال” و “ياذا العطا ياذا السخا اسق العطاش تكرماً”.
نستأذنك صباحنا فلعلها رغبتك أيضاً ومحبتك، أن نرجئ الحديث عن ذكرى رحيلك الثانية وتلك الرحلة الغنية الثرية المتفردة التي حملت في فضاءاتها الحب والانسان والروح والوطن.. ولعل روحك – صباح فخري – تطير إلى هناك حيث المغارة ومسرى الرسول وأرواح من يكتبون الآن ملحمة الانتصار في غـ زة.
تفاعل كبير غير مسبوق شهدته معظم المواقع وصفحات التواصل الرسمية والشخصية، التي رأت في السابع من تشرين الأول الماضي عودة انبعاث الروح الظمى إلى انتزاع الكرامة والكبرياء السليبة.. فكانت على مدار الساعة مع عواجل الأحداث وتطورها وتداعياتها، وكل ما يتصل بهذا التاريخ المفصلي الذي أحدث تحولاً جذرياً في قضيتنا الأم.. قضية الوجود، لا الحدود
هذه الحالة وإن بدت طبيعية في سياقها الأخلاقي والانتمائي والقيمي إلا أنها بشكل أو بآخر، تحسب لأولئك الذين مازالت تجري في عروقهم دماء النخوة والعروبة وتلهج أفئدتهم بتسابيح المقدسات.
صفحة مؤسس الطرب صباح فخري على الفيس بوك والتي تقدم عادة مقاطع غنائية ومختارات من روائع الكبير صباح فخري وفي إطار الظروف الراهنة، نوهت إلى أنها “لا ننشر حالياً ومنذ فترة بسبب الأحداث المؤلمة الدامية في غـ زة الجـ ريحة، المنتصرة بعونه تعالى واكتفينا يوم ذكرى رحيل الفنان الكبير صباح فخري بكلمات “الرحمة لروحه والسلام”، لذا لم نجد من اللائق ولا ضميرنا وقلوبنا تسمح بالنشر حالياً … الرحمة لكل الشــهـ داء من مدنيين ومـ.ـقاومين، والصبر لذويهم والشفاء للجرحى ولا حول ولا قوة الا بالله”…
على صفحته كتب الزميل أحمد عودة من التربوية السورية.. “لم تكن معـ ركة عابرة.. هذه المرة ربحنا جيلاً كنا قد خفنا عليه أن ينسى” كما ظن واهمون.
في قناة على اليوتيوب، وبعد فوزها الأول بالبطولة، لم تتمكن من السيطرة على مشاعرها توقفت عن الكلام وقد انهمرت دموعها وأجهشت بالبكاء.. لست سعيدة بعد الفوز.. الوضع لا يجعلني سعيدة بالمطلق.. تابعت والدموع تغلبها: من الصعب جداً رؤية أطفال ورضع يموتون كل يوم.. هذا مؤلم جداً لذلك قررت التبرع بجزء من جائزتي المالية لمساعدة الفلس*طينيين.. محبط للغاية أن تشاهد مقاطع الفيديو هذه كل يوم وهي رسالة ليست سياسية.. إنما إنسانية
هو بعض ما قالته نجمة التنس العربية التونسية أنس جابر لحظة الادلاء بتصريحاتها حول الوضع في قطاع غــ زة عقب فوزها في البطولة الختامية لموسم تنس السيدات بمدينة كانكون بالمكسيك.
قال لصديقه وهو بشدة يعاتبه.. يستعيد الموقف الذي حمله على ذلك حيث أن الثاني توقف فقط عند مشاهد الـ.ـدمار وصور الشهداء من أطفال ونساء والتي طغت على معجزة انتصارات أهلنا في غزة.. نريد ألق هذه الحالة أن نتفسه عبقاً وانتصاراً ويجتث دوائر الذل والخنوع والانكسار
أعجبني من قال ان فلس*طين لم يأكلها الذئب أنما ألقاها اخوتها المستعربون والمتأسلمون في الجب.. وجاؤوا كما جاء إخوة يوسف أباهم عشاء يبكون..
وأخيراً لمن كانوا بارعين في تسجيل غيابهم والنأي بالنفس والصمت، استحضر ما قاله مارتن لوثر كينغ “أسوأ مكان في الجحيم محجوز لأولئك الذين يبقون على الحياد في أوقات المعارك الأخلاقية”.