بيانكا ماضيّة
وأفكر في أولئك الذين يستسهلون ويستخفّون بما يمكن أن تفعله الشعوب، أنظر إلى ثوار الأرض الذين يملؤون شوارع العالم، الذين يدينون جر*ائم شعب إبليس المختار، الذين غنّوا (تحيا فلسطين) بكل اللغات، أمسك بالموبايل، أدخل على اليوتيوب بحثاً عن (ياثوار الأرض ثوروا ع الطـ.ـغيان) أربطه مع البفلات خاصتي، فالحماس يلزمه صوت عال، وأتفاعل مع هذا الغضـ.ـب، وأبدأ بالرقص كرقصة الشاب الفلسطيني، رقصة الحرية، (خلي الغـ.ـضب يدمّـ.ـر، ريح الثورة تهـ.ـدّم، تهـ.ـدّم الأصنام) والأصنام كثيرون، لا بل ليسوا بأصنام، إنهم أباليس، يشربون ويسكرون ويعربدون ويلعبون الميسر ويرقصون على جثـ.ـث الشهداء، وأهتف (ياشعبي ياشعبي اليوم اوقاف، ياشعبي ماتيأس ماتخاف)، باسم حقوق الله؛ لأن حقوق الإنسان بأيدي مجرميـ.ـن، باسم كل الكتب المقدّسة والأنبياء والقديسين والشهداء، إن مامشينا سوا، مابترحمنا محكمة الزمان، وكمايسترو الذي يوزّع الأدوار، ويدوزن الألحان، أحرك يديّ في الهواء (قاوم فيداك الإعصار، لاتقطع فالذل دمـ.ـار، إن حياتك وقفة عز، تتغير فيها الأقدار) وما أجمل الأقدار التي يصنعها المـ.ـقاوم، إنه يَسحب جندي الكيان من دبابته ويجرجره مكسوراً ذليلاً، أتذكّر هذا المشهد وتدب الحماسة في كياني أكثر (نار نار أنتوا النار، أنتوا السيف وأنتوا الغار، يا أبطال بلادي) أأنتم أبطال أم ملاحم خرجت من الأساطير؟! أأنتم ثوار أم أحفاد نبوخذ نصر؟!
وامتلأت الأرض دمـ.ـاء، وانساح عبر الشقوق والحفر، وامتلأت القبور بأجساد الأطفال الذين أبوا أن يكونوا جثـ.ـامين هامدة، فطاروا نحو السماء. (أنا بتنفس حرية، لاتقطع عني الهوا، لاتزيدا كتير علي، أحسن مانوقع سوا) ولكن الشعب الحرّ لايقع، الشعب الحرّ وإن دفن تحت التراب ينتفض كطائر فينيق، فرسالته على الأرض لاتكتمل إلا باندـ.ـحار غزاة أرضه، وهاهم الأولاد الذين رجموا خردة المستعمر ذات يوم بالحجارة، هاهم قد خرجوا من تحت الدبابات ليزرعوا غضبهم عليها قذائف تصيح نيراناً وأشـ.ـلاء.
(وغابت شمس الحق)؟! لا.. شمس الحق لاتغيب، فهاهي جدائلها ترسلها في كل فجر مع زقزقات الأبطال، و(صدر الشرق انشق، واتسكرت الدروب)؟! لا.. الدروب لاتغلق في وجه من يدافع عن الحق، كل الدروب تفتح، وكل النوافذ والأبواب تشرّع؛ لتدخل جحافل الشعوب الحرة لاسترجاع الحق الفلسطيني، إن كل الدروب توصل إلى القدس، ف(ثوروا ع الطغيان، ثوروا ع الحرمان ياثوار الأرض).