طوفان غزة  ….أصاب العدو في مقتل

بقلم عبد الكريم عبيد

لا ننكر مدى الألم والحزن الذي انتابنا جراء تعرض أهلنا في فلسطين إلى وابل من العذاب والقصف والدمار والسادية الشديدة جراء التعطش للدماء من قبل الاحتلال الصهيوني وهو يحاول أن يطوق طوفان الأقصى الذي كان طوفاناً بكل ما تعني الكلمة من معنى حيث أغرق الكيان الصهيوني بجملة من الهزائم وعلى كافة الصعد .

حيث حسن التنظيم والتنسيق العالي الذي ظهر بين غرف العمليات العسكرية في الأنفاق وبين مقاتلين المقاومة الذين يتمسكون بالميدان وأذاقوا العدو مرارة الهزيمة مرات ومرات…..لا بل وأذهلوا العدو في التكتيك العسكري الاستراتيجي العالي الذي أظهر مواقف بطولية أدهشت العدو وقادته العسكريين والأمنيين الذين بدؤوا يرون في المقاتل الفلسطيني الشبح الذي يتواجد في كل مكان يقع تحت نظر جنود العدو .

عملية طوفان الأقصى ودقة الاتصالات التي تعتبر عصب المعركة هي بحد ذاتها قصة حيث لم يُفْقَد اطلاقاً بين القادة وهم يديرون المعركة وبين المقاومين في ساحة القتال، وكانت الشفرة قوية واضحة وعصية على قادة الاحتلال وجنوده رغم كل محاولات التشويش والتقنيات الحديثة التي كانت تُستخدم، والأهم من كل ما تقدم طوفان الأقصى….

 طوفان الشجاعة الذي كان أقوى وأصلب وأكثر تجذراً من حقد الصهاينة وإرهابهم الذي طال كل شيء في غزة .

الوضع الميداني المتماسك على كل الجبهات والصعد أذهل العدو وجعله يفقد صوابه وأعصابه ودخل حالة من الجنون والعجز على تحقيق أي نصر طوال الثمانية والأربعين يوماً من عمر المعركة التي قادتها المقاومة الفلسطينية بكل جدارة  واقتدار .

هذا الفشل دفع قادة الاحتلال وجنوده لأن يسلكوا سياسة الأرض المحروقة ويلجؤوا إلى قصف سكان غزة وقطاعها من البحر والجو والبر عبر مختلف صنوف الأسلحة وحتى أنهم استخدموا الفوسفور الأبيض لأبادة كل أشكال الحياة الإنسانية .

 

افتعلوا المجازر بحق الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين الأبرياء بصورة بربرية لم ترى البشرية مثيلاً لها في العصر الحديث .

كل هذا ولم تستطع العصابات الصهيونية أن تصنع ولو نصراً واحداً مزعوماً ،

الأمر الذي زاد في تورطه وفشله مما دفعه لارتكاب المزيد من المجازر بحق الأطفال  والنساء والشيوخ في محاولة منه لصنع نصرٍ مزعوم على مواطنين أبرياء عُزَّل وكذلك استهداف الجوامع والكنائس والأحياء المدنية والمستشفيات والمستوصفات وسيارات الإسعاف ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين وحتى المدارس وكذلك مدارس الأونروا  وهيئات الأمم المتحدة  ومؤسساتها التي نكّست أعلامها حزناً على الفرق الطبية والإنسانية التي تم استهدافها

فشل تلو آخر حل فوق العدو ما دفعه لارتكاب أبشع مجازر العصر بحق الأبرياء العزل وأمام مرأى العالم و سمعه والذي لم يحرك ساكناً وكأن به يبارك الإجرام الصهيوني  ويتواطأ مع المجرم  .

رغم ذلك المقاومة قالت كلمتها في قتال دام ثمانية وأربعين يوماً وصنعوا نصرهم بتضحياتهم  ودفاعهم عن أرضهم  ومقدساتهم .

                                                            

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار