ورشة “حلب من الدمـ.ـار إلى الإعمار ” تنطلق في كلية الهندسة المعمارية … مراعاة إعمار حلب القديمة على أسس علمية ومعايير عالمية
الجماهير || أسماء خيرو
افتتحت جامعة حلب بالتعاون مع كلية الهندسة المعمارية وشركة رحى للمدن القديمة وشركة جديل للخدمات الإنسانية والثقافية صباح اليوم ورشة عمل علمية عملية بعنوان ( حلب من الدمـ،ـار إلى الإعمار ) وذلك على مدرج الدكتور عبد المنعم حربلي في كلية الهندسة المعمارية .
وتتضمن الورشة على مدى يومين جانبين ، الأول نظري متعلق بإلقاء المحاضرات والتي تمحورت حول تخطيط مدينة حلب القديمة وتنوع المباني ونسيجها العمراني من مباني تجارية تقليدية وخدمية ودينية إضافة لإلقاء الضوء على أعمال الترميم التي قامت بها شركة رحى للمدن القديمة بتنفيذها وفق المعايير الدولية والحديث عن التراث الثقافي اللامادي وآليه توثيقه وكيفية الحفاظ عليه ومدى ترابطه بالتراث المادي، وقانون الآثار وضابطة البناء الخاصة بحلب القديمة ، فيما الجانب الثاني عملي متعلق بإجراء الجولات الميدانية في حلب بهدف ربط البحث العلمي النظري بالتطبيقي الميداني .
وأعرب الدكتور أحمد الشيخ قدور نائب رئيس جامعة حلب بأن الورشة أقيمت من واقع مدينة حلب التي تستحق من أبناء حلب جميعا أن يكونوا جندا أوفياء لها ولسوريا ولقائد سورية الرئيس الدكتور بشار الأسد مشددا على أهمية المسؤولية الوطنية ودور الشباب في الاستمرار في العمل والعطاء والبناء وفاءا للوطن .
ووفقا للدكتور عبد القادر حريري عميد كلية الهندسة المعمارية بأن الورشة جاءت في سبيل الحفاظ على الموروث العمراني والتاريخي والثقافي لأقدم المدن المأهولة في التاريخ مهد الحضارات ، حلب التي صمدت بأهلها الوطنيين الشرفاء وجيشها المقدام وصمود الرئيس الدكتور بشار الأسد لافتا إلى أن الورشة أقيمت في رحاب جامعة حلب بالتعاون مع شركة رحى للمدن القديمة من أجل تجسيد شعار ربط الجامعة بالمجتمع من خلال التشاركية بين الاستشارات الأكاديمية والخبرات العملية التنفيذية، فاليوم الطلبة الخريجين من الهندسة المعمارية يبدؤون مسيرة إعداد وإعادة إعمار مدينتهم لتكون أفضل مما كانت على أسس علمية واشتراطات ومعايير عالمية في كثير من مواقع المدينة القديمة وأسواقها لكسر طوق الحصار الظالم على وطنهم سورية .
وبين محمد جاسم الموسى رئيس مجموعة قمح بأن المجموعة تأسست في بداية عام / 2018/ تضم عددا من الشركات المتعددة الاختصاصات ، هدفها إعادة الإحياء والإعمار على كافة الأصعدة فضلا عن تدريب الشباب واحتوائهم لإعادة بناء سورية .
وأوضح الموسى بأن الورشة تأتي انطلاقا من الاهتمام بتفعيل دور الشباب في إعادة إعمار مدينة حلب خاصة وسورية عامة مشيرا إلى أن الورشة بداية تعاون مثمر مع الجامعة من أجل تقديم الفائدة العلمية للطلبة الذين سيطلعون على العمل الميداني قريبا وسيكون لهم الدور الفاعل في أعمال الترميم ، وهذا التعاون العلمي والعملي بالتأكيد يصب في مصلحة الطلبة وليكون للمجتمع المحلي الدور الهام للتعاون مع كل الجهات ذات العلاقة بالاهتمام في التراث المعماري والتاريخي والأثري والذي يحفظ الهوية والذاكرة الجمعية للشعب السوري .
وأشارت عليا العجيلي مديرة شركة رحى إحدى شركات مجموعة قمح إلى أن التعاون مابين جامعة حلب يعد الأول من نوعه من أجل ترسيخ التراث في أذهان طلبة كلية العمارة وتأهيلهم لسوق العمل وتعريفهم بما سيواجههم بعد التخرج، موضحة بأن أعمال الشركة يتضمن الترميم والتوثيق ، إذ أن جانب التوثيق يتم بالتعاون مع المديرية العامة للآثار والمتاحف لتوثيق القلاع والأسواق في سورية ، حيث قام فريق العمارة بشركة رحى بجولة افتراضية في أسواق حلب القديمة وقلعة حلب ، وفيما يخص جانب الترميم تم ترميم كل من سوق الأحمدية وسوق الحبال وحاليا تقوم الشركة بترميم سوق المحمص بالتعاون مع منظمة الآغا خان للخدمات الثقافية .
ولفت المهندس المعماري محمد زاهر العيان رئيس إدارة المشاريع بشركة رحى بأن محاضرته تمحورت حول تخطيط مدينة حلب القديمة وتطور هذا التخطيط عبر الزمن والتحديات الجديدة التي يواجهها وكيف يمكن الاستفادة من مشاريع تخرج طلبة كلية الهندسة المعمارية إضافة للحديث عن المسكن العربي التقليدي وأساليب تطويره من أجل إغناء الحوار وطرح حلول جديدة للمشاكل بما يفيد معرفة إعادة الإعمار.