بقلم الدكتور ربيع حسن كوكة
إن المُستقرئ لحالة المجتمعات في العالم عبر التاريخ سيقف على حقيقةٍ مفادها أن الأمن والسلام لا يوجدان إلا في البعد عن الصـ.ـهاينة اليـ.ـهود؟ وأن الحروب والدمار لا تزداد إلا من خلال امتداد أيديهم ونتائج خططهم ودسائسهم.
العالم مريض ما دام الصـ.ـهاينة اليـ.ـهود يعيثون فساداً فيه، هذه حقيقة لا يمكن إنكارها. فهم قتـ.ـلة الأنبياء ، العصاة المعتدون على البشرية جمعاء.
إن مختلف شعوب الأرض عندما وقفوا على حقيقة شـ.ـرّ اليهود وأدركوا أبعادها، قاموا بطردهم من البلاد، ورفضوا جوارهم.
في بدايات الدعوة إلى دين الإسلام في المدينة المنورة حاولوا اغتيال الرسول صلى الله عليه وسلم عدة مرات كان آخرها دس السم في طعام قدموه له يوم فتح خيبر، ولذلك فقد كان آخر ما أمر به صلى الله عليه وسلم بشأن اليهود ما ورد عن أبي عبيدة بن الجرَّاح رضي الله عنه قال : آخرُ ما تكلَّم به النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ( أخرجوا يهودَ أهل الحجاز ، وأهل نجران من جزيرة العرب ) رواه الإمام أحمد في المُسنَد
لذلك قام عمر بن الخطاب رضي الله عنه زمن خلافته بإجلاء اليهود من جزيرة العرب. وكان ذلك في حوالي عام( ٦٣٥ ) للميلاد.
ونتيجة لمصائب اليهود وإساءاتهم في العديد من بلاد العالم تكرر طردهم منها: ففي (٣١) من شهر آب/ أغسطس عام (١٢٩٠) للميلاد أصدر ملك انجلترا “إدوارد الأول” أمراً بطرد كل اليهود من بلاده، وأصبح بذلك أول بلد يقوم بهذا الإجراء في أوروبا ثم تتالت البلدان بعده مثل المجر عام (١٣٤٩م) وفرنسا عام (١٣٩٤م) والنمسا عام (١٤٢١م) وصولاً إلى إسبانيا زمن الملك ” فرناندو الثاني” حيث أصدر مرسوماً نص على طرد كل اليهود من مملكة إسبانيا وذلك في ( ٣١) من شهر تموز عام (١٤٩٢) للميلاد، وبقي ذلك المرسوم ساري المفعول ما يزيد على الأربعمئة عام إلى عام ( ١٩٦٨) للميلاد.
ثم قام بطرد اليهود حاكم البرتغال عام (١٤٩٧م) وبعدها نابولي عام (١٥١٠م) ثم ميلانو عام (١٥٩٧م) .
لم تكن إرادة الشعوب وقرارات حكامها بطرد اليهود من البلاد عبر التاريخ خاطئة، ولا ظالمة، فقد كانت نتيجة لمقدماتٍ شنيعة وأعمال لا يمكن أن نصفها إلا بالمتـ.ـوحشة .
ويمكن أن نذكر مثال على ذلك من خلال حادثةِ جرت في دمشق ففي عام (١٨٤٠م) ذهب الأب توما الكبوشي، وهو راهب فرنسيسكاني من سردينيا إلى حارة اليهود، لتلقيح أحد أبناء اليهود بلقاح الجدري، ولم يعد. ولما تأخر في العودة، ذهب خادمه إبراهيم عمارة _ وهو من المسلمين _ للبحث عنه فاختفى أيضاً. وساد الهرج والاضطراب، وتألفت لجنة تحقيق موسعة، ووقعت الشبهة على الحلاق اليهودي سليمان سلوم الذي “اعترف” أنه من ذبـ.ـح الأب توما الكبوشي، وخادمه إبراهيم .
إن عدد الجـ.ـرائم التي ارتكبها اليهود في حق البشر من أجل صناعة فطيرة الدم لا تحصى ولا تعد، ولنا أن نتخيل كم من الضحايا تراق دمـ.ـاؤهم في عيد أو اثنين من كل عام وفي كل مكان يوجدون فيه وعبر تاريخهم الطويل.
====
بإمكانكم متابعة آخر الأخبار والتطورات على قناتنا في تلغرام