الجماهير – أسماء خيرو.
استهوته فكرة “أن يصبح معلم صنعة” وتأسيس محل خاص يعمل به مع كادر متخصص، فكانت البداية في عمر الثانية عشرة، ومنذ ذلك الحين سعى لتحقيق حلمه بتعلم مهنة أبيه ومعرفة كافة أسرارها إلى أن أصبح متمكنا في صنع المعجنات المحلية ليقدم نموذجا طموحا للشاب الحلبي الذي طور موهبته وعمل على تنمية قدراته إلى أن برع في صناعة منتجات محلية لاقت القبول والتقدير من الزبائن .
وفي حديث للجماهير مع الشاب محمد طحان ابن مدينة حلب الذي رسم حلمه المهني في سن صغيرة وحققه في السابعة عشر من عمره .
* خيار شخصي.
يقول الشاب طحان عندما كنت صغيرا والدي خيرني بين إتمام دراستي أو العمل معه في محل المعجنات المحلية. في البدء تملكتني الحيرة ولكن حين رأيت طريقة إعداد المعجنات وصناعتها أحببت المهنة كثيرا ، إضافة إلى فكرة أن أصبح معلم مهنة وامتلاك محل خاص بي واستلام طلبيات من المحلات الأخرى لحسابي الخاص. راقت لي جدا وخلقت لدي الإصرار لتعلم ومعرفة كافة أسرار المهنة ( الصنعة)، وبالفعل نجحت وتعلمت بسرعة جميع خطوات صنع المعجنات ، بدءا من المواد التي يتم استخدامها، مرورا بأساسيات صناعة المعجنات وكيفية إدارة عمل المخبز أو المحل وصولا إلى إتقان كيفية التعامل مع الزبائن.
*الانتقال نحو الاحتراف
ويتابع الشاب طحان: كانت أول تجربة لي في المهنة استلام محل لخبز المعجنات في سن السابعة عشر ، ثم إدارة وصنع المعجنات في مخبز الخالدية، حيث تخصصت في صناعة “حلوى البيتفور ومعجنات الكروسان “وبرعت في هذا المجال إلى أن سافرت إلى لبنان، وهناك التحقت بدورات صنع المعجنات وتعلمت واحترفت صناعة أصناف وأنواع جديدة من المعجنات الشرقية والغربية ثم عدت إلى سورية بعد 8 أشهر .
*من بيروت إلى حمص
وعاد الشاب طحان من بيروت إلى حمص ليستلم مع أخيه الأكبر مخبزين في مدينة حمص ويتابع العمل في مجال صناعة المعجنات بعد أن أخذ معه كادرا من حلب ليستقر في مدينة حمص مدة عام ونصف ، وبعد تمكنه وشهرته عاد إلى حلب لتأسيس وافتتاح محل خاص بالتشارك مع أخوته، ولكن “جاءت الرياح بما لاتشتهي السفن ” اندلعت الح.رب في سورية وبدأ مع عائلته رحلة النزوح والانتقال من مكان إلى آخر داخل مدينة حلب ، وبالرغم من ذلك ظل الشاب محمد يعمل في صناعة المعجنات إلى أن التحق بخدمة الوطن في الجيش العربي السوري وحاليا يخدم وطنه ويمارس مهنته في صناعة المعجنات في الإجازات وأوقات الفراغ حتى لاينسى صنعة أحبها وبرع بها.
* الحاجة إلى الدعم المادي
وعن مشروعه في تأسيس وافتتاح محل لصناعة المعجنات من جديد أوضح الشاب طحان بأن الحلم بافتتاح المشروع مازال قائما، إذ إنه يسعى لأن يصبح مشهورا وينفرد بصناعة أصناف جديدة ومبتكرة من المعجنات المحلية في المستقبل بالرغم من أن الح.رب في سورية أخذت منه كل شيء وعاد إلى نقطة الصفر ، ولكنه حاليا ينتظر أن تتاح له الفرصة ويجد من يقدم له الدعم المادي ويشاركه ويستفيد من خبرته لينطلقا معا في عالم صناعة المعجنات، وبذلك يحقق حلمه الذي توقف بسبب الظروف الصعبة ويتوسع في هذه المهنة وخاصة بعد أن يتسرح من الخدمة في الجيش العربي السوري.
*رسالة امتنان شكر
وفي ختام حديثه وجه الشاب محمد رسالة شكر وامتنان وتقدير لوالده ولأخوته الأكبر سنا الذين كان لهم الفضل فيما هو عليه الآن، إذ كانوا الداعم الأكبر له في رحلته في عالم صناعة المعجنات المحلية.